قصة قصيرة

  قبضوا عليّ ميّتًا في إحدى المغارات.   *** ارتفع صوتُ المؤذّن من صومعة الجامع معلنًا وفاتي وموعدَ إقامة الصلاة على جثماني. وسرى الخبرُ في المدينة: "ع مات." لم يكن الخبرُ مثيرًا. دعا لي كثيرون بالرّحمة، وعتب عليّ آخرون، وسبّني بعضُهم، بينما تقبّلت...
  أخبروها بأنّه سافر إلى تركيا بعد انفصالهما بثلاثة أشهر، وهناك تزوّج مغنّيةً من أصلٍ عربيّ. لم تستغربْ؛ فلطالما كانت الموسيقى مصدرَ إغراءٍ بالنسبة إليه.   في جلساته كانت الموسيقى موضوعَه الأول. كان يحدّثها عن أنواعها ومواطنها، روّادِها وأصحابِ...
على الرغم من أنّ جوازَ سفري غيرُ مزوّر؛ وعلى الرغم من أنّني دفعتُ رسومَه وتسلّمتُه من يد شرطيٍّ حقيقيّ؛ وعلى الرغم من أنّه خُتم في المطار عند الخروج؛ فإنّني لم أشعرْ يومًا بالطمأنينة! فحين أهبطُ في المطار "الآخر،" أيْ في مطار بلدٍ عربيّ "شقيق"؛ وحين...
كان جابر يفكّر في أوضاع البلاد، وهو يجلس وحيدًا في المضافة الحجريّة الواسعة، ظهيرةَ الثالث من حزيران، بينما جلستْ أمُّه العجوز على الدرج الحجريّ الملاصق للحائط تنظر نحو الوعور بعينيْن مزمومتيْن: إنّها ملامحُ الجحيم؛ انعكاسُ الظهيرة على ظهور الصخور...
مشهدٌ أوّل رنّ جرسُ المدرسة. انطلقتْ بيسان مسرعةً نحو الساحة. كانت تقفز فرحًا بالرغم من ثقل الحقيبة الذي يكاد يتجاوز وزنَها. لم ترَ والدها منذ أكثر من سنة. كان الشوقُ في صدرها يرتسم على شفتيْها الصغيرتين وعينيْها الدامعتيْن فرحًا. لم تكن تعلم أنّ...
  في ساعات الصباح الأولى تكون الوحدة رفيقًا طيّبًا، تمنح الأمَّ الغارقةَ في داخلها فترةَ هدوءٍ وطمأنينة، فتترك أطرافها حرّةً وهي تنتقل بين غرف بيتها، تعيد ترتيب الأشياء، كأنّها تردّ روحَها إلى الأمكنة التي تغادرها كلّما كانت محاطةً بالحزن والقهر....
نظرتُ إلى المرآة. تأمّلتُ التجاعيد في وجهي. مرّرتُ أصابعي فيها. منذ خمس سنوات وأنا أفعل هذا كلّ مساء. أردتُ أن ألحقَ بزوجي مباشرةً بعد أن تُوفّيَ ــ لم أعتقد أنّي سأستطيع العيش من دونه. إلّا أنّ الموتَ لم يحالفني. استدرتُ مبتعدةً عن المرآة، وهممتُ...
بيتُه الصغير بمكتبته الضخمة، وألوانه الدافئة وأثاثه المتواضع البسيط، جعل منّي شاعرةً. هكذا ببساطة شديدة، من دون فذلكة أو ادّعاءات كاذبة، أُرجعُ سببَ اهتمامي بالشعر إلى هذا الرجل المثقّف ذي النظّارة الطبّيّة والشعر الفضّيّ الطويل. كنتُ صغيرةً لم...
  •