بالونة
04-05-2016

 

بالونة

سابت إيدين البنت مفرودة
وطارت فى الهوا.

البنت بصّت لها ــــــــ وكإنّها
كان نفسها يطلع لها جناحات.
أوقات
الخوف على الأشياء
بيكون أهمّ كتير
من الخوف ع البشر.
            ***
البنت
كانت عينيها البريئة
بتراقب الخيط اللي طاير في الهوا
وبتندهه برقّة ــــــــ وباهتمام واضح
خايفة مناقير الطيور الجارحة والمسامير
تقتل براءة بالونتها على ارتفاع
فتخاف تبصّ لفوق
وتخاف تجيب بلالين
وتتحوّل مع مرور الوقت بني آدمة.
            ***
أربع كراسي في قهوة مهجورة
ملّوا م الوحدة
ومشتاقين
لأربع صحاب من ضحايا الحرب.
واحد... اعترف بهزيمته قبل ما يتهزم
واتصاحب على كرسي جديد
في البار إللي في آخر الشارع.
والتاني
لسّه بينضّف سلاحه الميري قبل النوم
رغم إنّ آخر طلقة خرجت م السلاح
كانت كفيلة بقتل بالونة.
والتالت قرّر يبقى مسالم أكتر م اللازم.
والرابع كان أب لبنت
كانت بتحبّ البلالين
وبتكره كلّ المسامير
وبتشبه عصافير الزينة
وبتخاف من أيّ فراق
والبار إللي في آخر الشارع
وفوارغ طلقات الحرب
والاستسلام
وبتحذّر الناس م الحروب
وانقراض البالونات .

مصر

احمد الراوي

شاعر باللغة المحكيّة من مصر. صدر له ديوانان: هدوء مزعج (2015)، و24 سيناريو لحالة مش فارقة (2016).