أقدِّمُ اعتذاري
إلى كلّ لاجئٍ،
إلى كلِّ فقيرٍ،
وكلِّ جائع.
إلى أعمدة الشوارع،
إلى مَن يبحثون في القمامةِ عما تبقّى من البطونِ
وما تناثر من سكاكر.
إلى طفلٍ رأى أحدَ المشاةِ
واستحلى خبزَه
فبكى.
إلى من مات من دون أن يموت
إلى من عاش من غير أن يعيش.
إلى من أرداهُ الجوعُ قتيلًا.
إلى مَن لا جدارَ يقيه بردَ المشاعر.
الشكرُ، كلّ الشكر، للإسفلت؛
فلقد كانَ أكثر حنانًا معهم!
إلى كلّ جسرٍ آوى كهلًا: شكرًا!
إلى كلّ مستوعب نفاياتٍ حقّقَ حلمَ جائعٍ: شكرًا!
شكراً لإشارات المرورِ
حين يصير لونُها أرحَم.
إلى مَن ألقى على التعب السلامَ،
وخبّأ قطعةً نقديّةً بأيدٍ كالورق المتجعلك: شكرًا!
شكرًا للأوهام
شكرًا لشوارعَ سودٍ
تحتضن كلَّ الأجناسِ
كي يعملوا في بيع العلكةِ
أو يعملوا في بيع الأحلام.
ما أرخص عالمنا!
ما أسخف عالمنا!
فإلى أيّ إلهٍ نتضرّع
إنْ جاء طفلٌ يسألنا
ما طعم الخبز يا سادة؟
ما أقبحنا
ما أرذلنا
حين نحاضرُ في العفّة
وحين نتاجرُ بالجنّة.
الجنّةُ: أن نأوي طفلًا.
الجنّةُ: أن نُسْكنَ همًّا.
الجنّةُ: أن نسجدَ حُبًّا
لعَجوزٍ يقرأ في الشارع.
بيروت