شكّل تحرّكُ أساتذة الجامعة اللبنانيّة الأخير مناسبةً لإعادة السؤال عن واقع الجامعة اللبنانيّة والتعليم العالي في لبنان، وحال العمل النقابيّ اللبنانيّ. فالإضراب الذي خاضه أساتذةُ الجامعة لم يكن غمامةَ صيفٍ عابرةً في تاريخ السياسة اللبنانيّة اليوم. ولقد أحدثَ وقعًا لافتًا عند أهل السلطة بعد أن تمكّن عددٌ من الأساتذة من رفع الوصاية الحزبيّة عن قرارهم النقابيّ.
ولئن أفضى التحرّك إلى تحقيق الحدِّ الأدنى من المطالب، فإنه يُنْبئ بحَراك أوسع وأكثر شمولًا، قد يطول كلَّ مرافق الجامعة وقطاعاتها في السنوات المقبلة.
على أنّ نقاش مسألة التعليم العالي في لبنان ليس مسألة لبنانيّة مخصوصة. فالحقيقة أنّ ثمّة الكثيرَ من المشتركات بين أزمة التعليم العالي اللبنانيّ ونظيره العربيّ. وبالمثل ثمّة الكثير من المشتركات على مستوى انسداد أفق العمل النقابيّ في لبنان وسائر الأقطار العربيّة.
في هذا الملف حواران: الأوّل مع رئيس الجامعة السابق د. عدنان السيد حسين، والثاني مع د. عدنان الأمين. وهناك مقالات تقويميّة وتحليليّة ووصفيّة للدكاترة: جمال واكيم، داوود نوفل، عبد صفدي، علي خليفة. وثمّة شهادةٌ لطالب في الجامعة اللبنانيّة، آثر التعبيرَ باسم مستعار (نداء حرب) عن شكواه من بعض جوانب التدريس فيها.