دَعني أَمُت قليلًا...
24-12-2015

 

صمتٌ يَنضجُ

وآخرُ يَسقطُ

وأنا بينهما

أخشى أن أدوسَ

ما تناثرَ مِن كلمات.

أُلملِم ما تَوهَّج منها

كي أُشعِل جحيمي

وأُؤجِّلَ موتي.

 

الصمتُ واحدٌ

تُفرّقُه الأصداءُ

الموجُ واحدٌ

تُبعثرهُ الرّياحُ.

 

صمتُكَ كَعبتي

خُلوتي قِبْلتي:

في ظِلّها

أَبتهِلُ،

في روضتِها

أَنتحِبُ،

فيَلينُ غُصني.

لا أُعلنُها،

فتنهشني الطيورُ الأوابدُ.

 

حينَ تموتُ شِفاهُكَ

ترتعِشُ في دمي

حياةٌ تُشبهُني،

وفي سماءِ المعنى

تُحلّقُ روحي

بأجنحةٍ من ضوء.

 

تَنحّيْ قليلًا أيّتها الحروفُ

عن شفاهِهِ

كي تمُرّ عُزلتي.

تنَحَّ قليلًا أيّها الشوكُ

عن صُبّارهِ

كي يمُرّ جُرحي.

تنَحَّ قليلًا أيّها الموجُ

عن بحري

كي يمُرّ اصطخابي.

تنَحَّ قليلًا أيّها الظلُّ

 عن جسدي

كي تمُرّ شمسي.

 

أَعجبُ من ظَمئي لِصحرائكَ

وماءُ الكلام زُلالُ!

أَعجبُ من مِرآةٍ تُبصر صخبي

ودثارُ الصمت حِجابٌ!

 

أتجلّى كمِشكاةٍ

من رُفات وَهدَتِكَ

أتوهّجُ بضدّي

وتخِرُّ زهرةُ عشقي

ساجدةً لي

حين يلمسُها

ندى صمتِكَ.

 

خُذ نَفْسي

دَعْ لي ترابَ العدمِ.

خُذ ما تحلّلَ من أَلمي

دَع يدي في العتمةِ

تَقطِفُ نيازكَ المجازِ.

دَع لي صَلاتي الأبديّة

وفَروًا ألبسهُ

حين يُنثرُ الذّهبُ من الخمائلِ.

دَعْ لي فراشةً نَشوانةً

في وهجِ النّارِ.

دَعني أصقُل مرآتي

فَتُبصرني فيها بِعماك.

 

دَعني أَتعدّد في وحدتي

دَعْني أمُت قليلًا…

المغرب

 

اكرام عبدي

شاعرة مغربيّة، لها ثلاث مجموعات مطبوعة: لن أقايض النوارس،  يُدثّرني الغامضُ فيك، قصاصاتُ غيم.