رائحةُ الحبيب
17-07-2017

 

 

مالَ على رأسِ أخيهِ؛

انتبهَ لرائحةٍ

كانت تأتي

مِن بيتٍ لا يَعرفُ مَن يقطنهُ.

انفرطَ الحزنُ؛

لعقدٍ

كانَ يحاولُ أنْ يُكملَهُ!

حاولَ أنْ يتركَ عينيهِ

تراقبُ مَن يسكنُه.

استبقَ عيونَهْ

حينَ ارتجفَ القلبُ؛

فقدْ هلَّتْ أحلامُ طفولتهِ!

وجهٌ كانَ يقاسمُهُ

لهوَ الأطفالِ.

تذكَّرَ مشيتَها،

وضجيجًا كان يحاولُ أنْ يُحْدثَهُ

كي يجذبَها الآنَ.

ورائحةٌ هطلتْ؛

فتذكَّرها، رائحةَ البيتِ، بصدقٍ.

تركَ أخاهُ،

اختبأ بناصيةٍ

يعرفُها العشّاقُ.

تدحرجَ لفظٌ،

كلماتٌ لمْ يعرفْ كيفَ يُجمِّعُها؛

ارتجفتْ أحرفُهُ

وتلعثمَ، ثُمّ تسمَّرَ،

لمَّا شاهدَ طفلًا

يجري فرحًا

كي يُمسكَها.

حدائق القبة

محمد الشحات

شاعر وصحفيّ مصريّ، رئسَ تحرير مجلّات وجرائد متنوّعة. من إصداراته الشعريّة: الدوران حول الرأس (1974)، آخر ما تحويه الذاكرة (1979)، كثيرةٌ هزائمي (1990)، المترو لا يقف فى ميدان التحرير (2012)، الأعمال الكاملة (2015) .