سنغدو شقائقَ نعمان
27-01-2017

 

 

ــــ أبتي،

 

أين تُحمَلُ أختي ثريّا؟

ــــ إلى حيثُ لا يُقتَل الأبرياءُ.

ــــ وهل ستعودُ قريبًا إليّ لنلعبَ بالكرة الحمراءِ سويّةً؟

ــــ سنذهبُ نحن إليها؛

كسائر أبناءِ غزّهْ

سنُحمَل فوق الأيادي

ونغدو شقائقَ نُعمانِ أبديّه...

              ***

ــــ متى سنسافرُ يا أبتي؟

ــــ ما زلتَ صغيرًا يا ولدي

لا تعرفُ معنى الموتِ، ولكنْ

ستذكرُ هذا اليومَ ككابوس أسودْ.

إنّنا الأمَلُ الألمُ مضطرمًا؛

إنّنا البرتقالُ يسيلُ دمًا؛

إنّنا الدمُ يغلي

سقى عَلمًا أنكرته الشّعوب...

نموتُ لتحيا فلسطينُ حرّه

ويرفعَ أبناؤها علمًا.

إنّنا الأرضُ في عرسها،

شهداء،

سلالتُنا تستمرّ شهيدًا بعد شهيدِ.

نموتُ فداءً لأرضٍ

لها الحقُّ في العرسِ دون حسابٍ

إلى اللانهايه

إذا بلغ الطّفلُ منّا فطامه

تخرّ الطّغاةُ له ساجدينا

وغزّه

تباهي به العالمينا.

دمي عبوةٌ ناسفه،

نسلي منجمُ الشّهداء

وقبري ذراعه يفتحُ

في كلّ لحظه.

               ***

ــــ  يا أبتي

يضعون ثريّا في الحفره

يحْثون الترابَ عليها!

لنخرجْها

كي تعودَ إلى الدّار.

ــــ  يا ولدي لا تجزعْ

سنمضي إليها إلى الجنّه

ونقابلُها

ونقابلُ أبناءَ غزّه...

              

تونس

سيف الدين بنزيد

 باحث تونسيّ متخصّص في مجال الأدب العربيّ الحديث. نال الأستاذيّة في اللغة والآداب العربيّة من المعهد العالي للغات بتونس، وكانت رسالته بعنوان "الغربة والفخر في أشعار الشنفرى وعُروة بن الورد." واصل المرحلة الثالثة من التعليم العالي بكليّة العلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة بتونس، وتحصّل على شهادة الماجستير في اللغة والأدب والحضارة العربيّة، وكان عنوان أطروحته: "التناصّ مع الكتاب المقدّس في مجموعتيْ البئر المهجورة وقصائد في الأربعين ليوسف الخال." نال الدكتوراه وكانت أطروحته بعنوان: "التوظيف الرّمزيّ في الشعر السياسيّ المصريّ الحديث." درّس بالمعهد العالي للغات بتونس، وبالمعهد العالي للعلوم الإنسانيّة بتونس.