شياطين وملائكة في باب العامود 1982
18-05-2021

 

كانت المدينةُ المقدّسة تَفتح أبوابَها ودروبَها للناس من الجهات الأربع. ومع الفجر، يأتي العمّالُ البَدْوُ أوّلًا. ثم ترى، من بعيدٍ، طالباتِ مدرسة الراهبات، وهنّ يرتدين زيَّهنّ المدرسيَّ المزركش، يُشْبهن سربَ حجلٍ يكرج على مهل.

بعد قليل، يَحضر بائعُ الكتب والجرائد، العمّ أبو رشاد، وتُسرَجُ عرباتُ الكعك الطازج، وصناديقُ العلكة واليانصيب والكولا.

وهناك، في تلك الزاوية التي تُطلّ على الدَّرَج المقدّس، يَنصب العجوزُ القصير، بائعُ الموز، خيمتَه اليوميّة، ويحتلُّ الناصيةَ المقابلةَ لباب العامود. هذا العجوز القَزَم علامةٌ فارقةٌ في السوق. في السبعين من العمر، يشبه طفلًا عنيدًا لم يَكبُرْ. يدور حول خيمته، وينادي بصوته الخشن الرَّتيب: "ريحاوي يا موز. يا موز ريحاوي. ياااااه ريحاوي."

لماذا كان يَكرَهنا؟ إذا لمحَنا أمام خيمته قال، ملوِّحًا بسكّينه الطويلة: "الله لا يجيب الغلاء ولا الشياطين!"

هل كنّا شياطين؟

الأكيد أنّنا لم نكن ملائكة. والأكثرُ تأكيدًا أنّنا كنّا نحرث بأقدامنا الصغيرة شوارعَ البلد وحاراتِه ولا نتعب.

في الفجر تَعبُر مَركباتُ الجنود الذاهبين إلى الحرب، وتأتي باصاتُ الخليل والرام وقطنة ورام الله وبيت لحم وكلّ البلاد. تغيب حافلةٌ، وتعود أخرى حُبلى بفلّاحاتٍ قادماتٍ من القرى والحقول والمخيّمات، موشَّحاتٍ بفجر التِّين ورائحةِ الزعتر والنعنع، يحملن على رؤوسهنّ سوقَ البلاد كلّها. خيرُ الوطن في سلالهنّ السرّيّة. يجلسن على درج باب العامود. من أكفّهنّ المشقَّقة يولَد زرعُ الأرض من جديد. وراء كلّ سَلّةٍ حكاية.

بعد ساعتين أو أقلّ، تَدُبُّ روحُ الله في ساحات المدينة وحاراتِها، وينفجر ماءُ الحياة في الأسواق القديمة؛ فالبلدة الكبيرة الآن لمّا تزل نصفَ نائمةٍ ونصفَ معتمة. تبدأ الأزقّةُ داخل السور تستيقظ على استحياءٍ مع قرع فناجين القهوة. يتصاعد صياحٌ مكتومٌ في البيوت المتعبة من قيظ الأمس. وتصحو ملامحُنا في القرى المطلّة على المدينة. وحين نتوكّل على الله ونمشي إليها، صوب الصلبان وقبّةِ الذهب التي تلمع تحت الشمس، نصير مثلَها: نشبه المكانَ تمامًا.

في الفجر، يصحو ديكٌ عنيد، ويصلّي سيدي عابد شاكرًا اللهَ الحيَّ القيّوم، وتمسح ستّي بهيّة وجهَها باسم الرحمن والأولياءِ الصالحين. ومثلَ الأمس، لن تنسى أن تعاتبَه كيف صار ينسى، وينسى عتابَها وينسى نفسَه. ثم توصيه وهو يخطو خارج الباب: "مِش تنسى يا ختيار!"

هذه المدينة، مدينتُنا، مُوغلةٌ في التاريخ. في واديها السحيق العميق، هُنا، في حيّ المُصرارة، ومن هذا المربَّع الحجريّ الذي ينام تحت سور المدينة، أمام باب العامود/ بوّابةِ دمشق، يبدأ العالمُ كلُّه، وتطير حماماتُ المدينة فوق السور العالي مبتعدةً إلى جهة رام الله. يعلو إيقاعُ يومنا: صريرُ الأبواب والضجيج والصخب. ويصدح صوتُ فيروز في سوق باب خان الزيت وسوقِ العطّارين وبابِ الحديد والقطانين.

مع فيروز يَحْضر كلُّ الشعب إلى المدينة، وأفواجُ السيّاح الشقر الذين يأتون في كلّ يومٍ وفصل.

وتَحْضر دوريّاتُ حرس الحدود.

***

هُنا تنهض كلُّ الأشياء على وقع خُطى الفقراء الشغّيلة القادمين من المخيّمات ومضاربِ البدو. بعضُهم جاء من وادي موسى، ومن وادي النار. كانوا هنا أمس. انتظروا طويلًا، ثم عادوا من دون عمل. لن يعرفوا أين تنتهي رحلة البحث عن عافودا.(1) شغّيلةُ الأجر اليوميّ رهائنُ الحظّ المؤجَّل حتى إشعارٍ آخر. غير أنّهم وصلوا يجرّون ظلالَهم المكسورةَ ونعاسَهم البليد، تجلدُهم وصايا الزوجات والأولاد والبنات: "مش تنسى يابا، متل امبارح!"

يحملون أكياسًا من البلاستيك، قديمةً ومجعلكة، وضعوا فيها أشياءَهم الفقيرةَ التي تتأرجح تحت قبضاتهم القويّة، كأنّها جثثٌ صغيرةٌ مُعلّقةٌ تترنّح تحت أعواد المقاصل.

ماذا خبّأوا في جوفها؟ حبّةَ بندورة، ورغيفيْ خبز، وعلبةَ سَردين. هذه زوّادةُ الطريق، تكفي للبقاء أطولَ فترةٍ ممكنةٍ على قيْد الأمل في بطن هذا النهار الحزيرانيّ القائظ الطويل. وهي "مسجّلة ع الدفتر،" دفترِ الدَّيْنِ الذي يَكرهون صورتَه كلّما أخرجه صاحبُ الدكّان من الدُّرج. لا التاجر ينسى، ولا الزبونُ المَدِين ينسى. لا أحد ينسى مثل سيدي عابد.

لا شيءَ معهم غير الزوّادة. لا شيءَ في جيوب بناطليهم وسراويلهم المغبرة سوى "الهويّة البرتقاليّة،" التي لا يتحرّك الإنسانُ من دونها في مدينتنا المقدّسة. ضياعُها كارثة، وقد يعني - إضافةً إلى التعذيب - ضياعَ جزءٍ مهمٍّ من حياتنا في الزنازين والسجون.

"لا تنسَ الهويّة يمّا" عبارة صباحيّة لا تنساها أمّهاتُنا.

جاء شغّيلةُ الفجر الذين وُلدوا قبل هزيمةِ حزيران. حين شَبّوا على الحياة، اكتشفوا أنّهم فقراء، بلا وطنٍ في الوطن. وحين صودرت الأرضُ، لم يجدوا غيرَ أجسادهم لبيعها في "إسرئيل،" تحت الشمس، على قارعةِ المصرارة، في سُوق الغرباء المستوطنين الذين جاؤوا من أوروبا واحتلّوا البلدَ على دفعتيْن دونما حربٍ حقيقية.

مَن قال هذا الكلام؟ الأستاذ حمدان هو الذي قال لنا هذا الكلام وهو يجلس في مطعم أبو شكري. وكُنّا نفهم ولا نفهم.

أمّا نحن، الشياطين، أولاد الشوارع، باعة الصحف والعلكة، فقد وُلدنا بعد هزيمةٍ حزيرانيّةٍ كبرى. تفتّحتْ عروقُنا وأيّامُنا على الفقر، وعرباتِ الجنود، وصوتِ اللاسلكي، وسياطِ الأرنونا،(2) وضرائبِ الدخل والسفر والعمل.

نبيع الصحفَ للمارّة، لكنّنا لا ننادي على عناوين الأخبار كما يفعل أقرانُنا في الأفلام المصريّة. تُرى ماذا قالت الصحفُ اليوم؟ نتحلّق حولها محاولين فكَّ الحروف:

- بيروت تحترق ولا ترفع الرّايةَ البيضاء (جريدة الشعب نقلًا عن جريدة السفير).

- قوّات الثورة تقصف مستعمراتِ الشمال (جريدة الفجر).

- عمليّة في شارع يافا وإصابة ثلاثة جنود (جريدة القدس).

***

العمّال لم يولدوا عمّالًا. كانوا في البدء يَزرعون أرضَهم وحقولَهم، ويأكلون ويحلمون بعشرة صبيانٍ وبنات، وبعروسٍ لا تَكْبر ولا تَهْرم وتظلّ تعطي الحُبَّ إلى الأبد. لقد تشاجروا كثيرًا في الأمس، ثم صلّوا على النبيّ كثيرًا. لكنّهم - الآن - يتجمّعون هنا، من جديد، في حيِّ المصرارة، ينتظرون شلومو، علّه يأتي إليهم بالفرج والعمل.

ما سِرُّ هذا التجهّم الذي يسكن ملامحَهم؟ لماذا ينفخون دخانَ "الهيشي" في الهواء، هكذا، كيفما اتَّفق، ويتمتمون بكلماتٍ نابيةٍ كلّما مرّت سيّارةُ البلديّة؟

عيونُهم تبحث عن أيّ مخلوقٍ يشبه شلومو. تَرْقب طلّةَ سيّارته البيضاء الكبيرة، الـ"فورد،" كي تأخذَهم إلى الورشة، فيعودوا بعدها إلى بيوتهم ونسائهم وصغارهم وقد حملوا معهم دفاترَ المدرسة وأقلامَ رصاصٍ وعلبةَ نيدو وشايَ الغزال، ويقولَ واحدُهم لزوجته: "شايفه؟ أنا ما نسيت!"

هُنا، على هذا الطريق، مرّ عمرُ بن الخطاب وصحبُه. هُناك، مشى صلاح الدين الأيّوبي وجيشُه. وهُنالك، عبرتْ سنابكُ الخيل في طريقها إلى مصر، ثم انكسرتْ وصارت صفحةً في كتاب التاريخ.

هُنا، كان الشعبُ يَذبح قرابينَه المقدّسةَ كي ترضى آلهةُ الحبّ والخصب. هُناك، غضبتْ علينا إلهةٌ متمرّدة، قبل أن تصيرَ امرأةً عاديّةً لا يذكرها أحد. وهُنالك، مشى يسوعُ بن مريمَ الناصريّ، حاملًا صليبَه، ينزف من أجلنا، ثم حلّق خلف تلك الغيوم، ولم يرجعْ بعد.

وهُنا، في هذا الميدان المُقدّس الواسع، تجمّع - ذاتَ ليلةٍ قمريّةٍ - كلُّ الرُّسل والأنبياء دفعةً واحدة. تسامروا مع النبيّ محمّد، الذي حمله البُراقُ المعجزةُ من الصحراء إلى مدينتنا، كي يعرج إلى السماء. وبعد أن صلّوا خلفه جمعًا، صار إمامَهم وخاتمَهم. دعوْا له بالتوفيق والسلامة في رحلته وهو ذاهبٌ إلى لقاء ربّه العليّ القدير. وكانت تحرسه الملائكةُ وترعاه.

***

ويأتي شلومو.

يبتسم حتى ترى أسنانَه البيضاءَ القويّة. فجأةً، يعبُس في وجهك. لماذا يتصرّف شلومو على هذا النحو؟ ولماذا يتحلّق العمّالُ حول سيّارته؟ ولماذا يركضون إليه؟ لماذا يخرج الآن من سيّارته، وقد انقلبتْ حالُه في أقلّ من ثانية، فصار رقيقًا وطيّبًا، يربِّت على كتف العامل في لطفٍ وإشفاق، ويمدّ إليه سيجارةً، بعد أن كاد ذاتَ يومٍ يدوسُه بسيّارته صارخًا وهو يمدّ ذراعَه من داخلها: "شو ياااه، أعمى أنت؟!"

يقول العمّ راضي: "العرص، كأنّه يشتري نعجةً من سوق الجمعة!"

وينفخ بدوي دخانَه ويقول لنفسه: "بعد جمال عبد الناصر صِرنا عبيدْ."

وكان شلومو يتفحّص على مَهل. نصفُه العسكريّ في حوارٍ دائمٍ مع نصفه التجاريّ، لا ينفصلان. والآن يستفزّ نصفُه الأوّلُ نصفَه الثاني، أو العكس. ربّما يقول في سرّه: "كم يساوي الواحدُ من هؤلاء البدو والفلّاحين العرب؟ وماذا يخبِّئ هذا الشابُّ في جيبه؟"

شلومو يحسب معادلةً صعبة، الخطرَ والربحَ في آن. هذه مشكلتُه التي لا يعرف حلَّها مذ وطئتْ قدماه هذه البلاد. أكثرُ ما يقلقه، الآن، تلك النظراتُ الحادّةُ التي لا يحبُّها، وقد لمحها في عينيْ عاملٍ عربيٍّ جديدٍ لم يره من قبلُ بين العمّال، ولم يعرفْ له اسمًا أو طريقًا.

- من وين إنتَ؟ سأله.

- من غزّة، ردّ العامل.

يقول شلومو للعمّال:

- أنا بَعغِف العَغَب كويّس.

يهزّون رؤوسَهم. فيكمل:

- العامل العغبي على كيفك شغّيل.

يختار شلومو عمّالَه في عنايةٍ ودقّة، وهو يُقلّبُ بنظراته قوّةَ الأجساد التي وقفتْ أمامه وراكمتِ الزّحامَ من حوله. اليوم سيأخذ عشرةً من قوّة العمل الرخيصة هذه. أخبرهم بقراره الحاسم: "بس عشرة!"

يأخذ عَشَرتَه. يأمرُهم بالصعود إلى داخل السيّارة. ولا ينسى أن يعتذرَ إلى عاملٍ بَدويّ لم يحالفْه الحظُّ في هذا الصباح. قال له شلومو وهو يطوي شفتيْه إلى الأسفل دلالةَ الحيرة:

- متأسّف. سلام.

- عندي كوم عيال، ردّ البدويّ.

- وأنا عندي عيال كمان، قال شلومو.

- الله يخلّيلك ولادك، قال العجوز.

تجاهله شلومو. تظاهر أنّه يقرأ في ورقةٍ مهمّة، ثم أمرهم بالصعود، فامتثلوا. لا أحد يسأله: إلى أين تأخذنا؟ أيَّ مستعمَرةٍ سنبني لكَ اليوم؟ على أيِّ أرض؟ هل هناك في هذه البلاد أرضٌ ليست لنا؟!

***

بعد ثلاثين سنةً سألني صديقي وهو يواصل ذكرياتِه:

- مين كان القائد العامّ لكتيبة الشياطين في باب العامود والمصرارة؟

- أنتَ، نجيبُه.

- كُنا أولاد شوارع، قال. كيف أحرقنا سيّارة شلومو وملصنا من الموت يا زلمة؟ والله معجزة!

وتذكّرْنا الشيخ حسين، وحديثَه عن الجنّ والعفاريت والملائكة. قال إنّها تخرج في كلّ ليلةٍ تحرس سورَ القدس ولا تطلع إلّا في الليل. تقيم في مقبرة باب الأسباط في حفرةٍ عميقةٍ لا يعرفها إلّا الله. وكنّا نمازحُه ونطلبُ إليه أن يخبرَنا حكايةَ تلك الجنيّة العفريتة التي كمنتْ له مرّةً في زاويةٍ من زوايا حارة السعديّة. يضحك ويقول:

- طلعتْ سايحة ألمانيّة.

نضحك.

قال: "الله لا يبارك لها. قطعتْ نسلي من الخوف." ثمّ يتنهّد ويستغفر الله: "بعدكم صغار مش عارفين شو صاير في العالم."

- وشو صاير في العالم يا شيخ؟

مسح الشيخ حسين دموعَه:

- بيروت، بيروت يا ولاد. دبّابات شارون صارت على أبواب بيروت.

***

الشوارع تمشي وتمشي.

في مدينتنا المقدّسة كلُّ الأشياء تمشي: هُنا الدولار والأردنيّ والشيكل والإسترلينيّ، والتنانيرُ القصيرة والنقابُ والحجاب، والصلاةُ على النبيّ، والهلالُ والصليب، وآخرُ صرعة موديلات في محلات جوردان، وبياناتٌ سرّيّةٌ تدعو إلى الثورة والعصيان والإضراب، ومجلّاتُ السيكس الإسرائيليّة المهرَّبة. كلُّها تمشي. كلُّ شيء يتحرّك في بطن المدينة. بائعُ السوس والشرابِ المثلّج وعربةُ الكعك. مقهى "كت كات" يعجّ بالشباب ودخانِ السجائر. صراخٌ وشتائمُ وعراك. صوتُ ارتطام كُرات البلياردو، ورائحة الخطر التي تفوح في الجوّ.

هل تعبنا؟ لا. لم نتعبْ بعد. وتدحرجتْ فكرةٌ إلى رؤوسنا الصغيرة في وقتٍ واحدٍ حين شاهدْنا سيّارةَ البلديّة تقف وحدها من دون حراسة. قال أمجد:

- إذا بيروت بتحترق زيّ مَ قالت الجريدة، فـــ...

ولم نكن في حاجةٍ إلى إكمال الفكرة. قطعةٌ من قماش مغمّسة في الكاز، ولتحترقْ!

***

لمْ يعُد يأتي الرُّسلُ والأنبياء إلى مدينتنا. حتى الملائكةُ لم تعُد تزورُنا. سهرْنا طويلًا في مقبرة باب الأسباط، ولم نلمحْ عفريتًا واحدًا. وكنّا نصرف تعبَ النهار وما جمعناه من بيع الجرائد والعلكة لشراء تذكرةٍ يتيمةٍ في سينما الحمرا، وعلبةِ سجائر من ماركة "تايم" ندخِّنُها دفعةً واحدة، ورغيفِ فلافل، ونتقاسم ثلاثتنا علبة آر. سي.

نشاهد خمسةَ أفلامٍ دفعةً واحدة، ثم نخرج كسكارى نترنّح في شارع صلاح الدين وننتظرُ آخرَ حافلةٍ تُقلّنا إلى البلد.

نجلس في مقاعدنا، ونلوذ بصمتٍ عميق. بعد قليل سنصعد إلى قرانا فوق تلك التلال العالية، قبل أن تطاردَنا دوريّةُ حرس الحدود، ويهدَّنا التعبُ ويهزمَنا النعاس.

مونريال

1 عافودا: كلمة تعني "العَمَل" بالعبرية.

2 ضريبة المساحة، وهي تُعتبر كابوسًا لدى المقدسيّين.

خالد بركات

كاتب عربيّ من فلسطين المحتلّة ويقيم في الخارج.

كلمات مفتاحية