عطشٌ أصاب الماءَ
13-11-2016

 

 

الهواءُ هنا ساخنٌ يا عوّاشة،
يهشُّ قطيعَ الغيومِ من خلفِ بلّورِ نافذة.
أروحُ... أجيء حَمَلًا
يحاول ــــ عبثًا ــــ لمسَ غيمة
من ضرعِها.

               ***

لا تتركي حمّالةَ صدركِ
تحت شمسِ الظهيرة!
علّقيها مع حبالِ البامياء
في غرفةِ المؤونة.
لونُها الأسود
سيجعل طيّارًا ما
يُفرغ حمولتَه
فوق حارتنا.

               ***

يا ابنَ الحلال!
أكثرُ ما يمكنكَ فعلهُ في الحرب
أن تكون وفيًّا أو تموت.
جارنا، أبو علي البلّاط، تعرفه جيّدًا
لم يبقَ أحدٌ غيره
ليحرسَ ركام حارتنا.
أجبروه على الخروج،
مشى طويلًا،
رأيناه منهكًا يجرّ خطاه إلى الخلف
تتدلّى على كتفيه
أقدامُ سَخْلته النحيلة.

تخيّلْ!
خيّروه بينها وبين دراجتِه الناريّة.

               ***

يا ابنَ الكلب!
حبلُ البئر يحزُّ خاصرتي.

               ***

خزّاناتُ البلاستيك الحمراء على الأسطح

لم يزل يعبث بها هواءٌ ساخن
وصدى.

 سوريا

 

عبود سمعو

شاعر وكاتب سوريّ. صدر له: البريد التاسع (مجموعة شعريّة، 2015)