قصائد (ملفّ)
23-04-2017

 

ترجمة: الحاج ولد ابراهيم

 

غبارُ في مكتب 

زجاجُ نافذتي

مكسور منذُ زمن

الرملُ يتسرّبُ مع الناس

الغبارُ الناعمُ يكتسِحُني

يخترقُني

أوراقي تذْروها الرياح

مرارًا وتكرارًا

أنا غبارٌ تحملُهُ الرياح

مسامي غُبار... ساعِدايَ غبار... جسدي غبار

قلبي غبار... ثغري غُبار... عينايَ غُبار

أذنايَ غُبار... أنا بذاتي غبار

في مكتبٍ من غُبار

أعملُ على ملفّاتٍ من غبار

مُتنفّسًا غيمةَ غُبار

تَعبرُ في شعاعِ الشمس.

 

نواكشوط، 1978

 

 

إلى هَنري آلانْ بُونِيرْ

دونَ قصدٍ مِنّي وحينما رأيتُكَ

بَكيتُ

لانَ قلبي الحديدي

شردَ ذهني إلى ما وراء البحارْ

كيف انتهى بكَ المآلُ إلى هنا يا هنري؟

كيف؟

أهديتَني سيجارة

سأُدخّنُها حتّى العقِب

سأبتلعُها

أهديتَني علبةَ سجائر

سأَصحبُها معي إلى إفريقيا

سأَتّخذُ منها تميمةً

أُعلّقُها على صدري

لتحرُسَ قلبي

كيفَ انتهى بكَ المآل إلى هنا يا هنري؟

كيف؟

صدفَةُ تاريخٍ سيقولونَ

لكنْ مَن صنعَ التاريخْ؟

 أليسَ الإنسَانْ؟

يا إلهي ماذا اقترفتْ يدا هنري

ليَنتهيَ به المآلُ بعيدًا عنّي،

بَعيدًا عَن إفريقيا؟

 

كولورادو، 1975

 

حزبي...

لستُ رأسماليًّا... لستُ اشتراكيًّا

لستُ شيوعيًّا

أنا لا حزبَ لي

لا همّ لي بالسياسة

إلى الجحيم كلُّ تلك المذاهب

إلى الجحيمِ كُلُّ تلك الصفات

 

لستُ في اليمينِ... لستُ في اليسار

لستُ في الوسط

لكنّني في مكانٍ ما

إلى الجحيمِ ذلك الخضوع لاتّجاهٍ أو لآخَر

لمكانٍ أو ِلآخر.

حزبي هُم أُناسي

حيثُ لستُ يمينًا ولا يسارًا

ولا وسطًا

بلْ في سُويداءِ قلوبِ الجميع.

نواكشوط، 1977

جبريل زكريا صال

شاعر موريتانيّ زنجي من مواليد 1939. كان في السابق مفوّضًاًعسكريّا. تأثّر بسينغور، وكان شعره صوتًا تحرريًّا يوضح التنوّع في القصيدة الموريتانية تبعًا للتنوّع الثقافيّ والعرقيّ. من إصداراته: أضواء سوداء (1970)، سويتو (1976)، المقبرة المستقيمة (1977)، العيون العارية (1978)، أريد أن أبوح (2016).