قصيدتان
04-05-2016

 

الحقيقة والسراب

الثلجُ هنا كأكثرِ الأشياء

يؤرجحُنا بينَ الحقيقةِ والسراب،

ويغمرُ أحيانًا كلَّ شيءٍ حقيقيّ،

يجمِّد كلَّ شيء.

يغشى الأشجارَ.

يلوّنُ وجهَ الليل...

ويحوَّلُ البحيراتِ أرضًا زجاجيَّة.

ويمسي أحيانًا سرابًا،

إذ تداعبَ وجهَهُ

قطراتُ الندى الصباحيّة،

أو يرمقَ وجهَهُ رذاذُ الماء.

الثلجُ هنا كأكثرِ الأشياء

يميلُ سريعًا للسراب.

 

يوميّاتُ الغربة

علَّمتني الغربةُ أنْ أُطيلَ النظرَ في الأشياء

وأن أستعيدَ الذكرياتِ الصغيرة.

أن أبقى على أهبةِ اللقاء،

أن أضعَ على جرحي ثلجًا.

علَّمتني الغربةُ أن أنتظرَ ساعاتٍ

مقدارُها ألفُ دقيقة؛

وأن أجيدَ الصمتَ في عصرِ الكلام؛

أن أرفقَ بأحلامي الرقيقة.

علَّمتني الغربةُ أن أرى في الفراقٍ

لقاءً مؤجّلًا،

وفي كلّ غيابٍ حضورًا محتملًا.

هكذا علّمتني الغربةُ.

 

سويسرا

علي مزيد

كاتب لبنانيّ يعيش في سويسرا. حائز دكتوراة في العلوم السياسيّة من جامعة ليون.