لن تعذّبَكِ القسوةُ
حين تكتشفين أنّ يديْكِ تتعرّيان تمامًا
كلّما استنكر فمُك المذاقَ الغامضَ
للحبّ الذي يتشاركُه الغرباء.
فمُك، الذي بدا أكثرَ من انعكاسٍ مضطربٍ للبرودة،
كان يقول لي: أنتَ الماءُ الأكثرُ نضارةً!
كنتِ جميلةً كما ينبغي
بلا إلهٍ، ولا آياتٍ مقدّسة، ولا خطيئة
لكنّ مطرًا عذبًا في الخارج أطفأ كلَّ شيء.
سوف نُشعل نارًا في المدفأة
وننحني بمرارة
دون أن نشتهي شيئًا أكثرَ من ذكرى عابرة.
يا لَلَّحظةِ الهشّة!
الأشياءُ ذاتها
الأماكنُ ذاتها
الكلماتُ ذاتها، تقريًبا.
لكن، انظري الآن
لقد توقّفتِ الموسيقى
ولم تعد لنا النظرةُ المشتهاةُ ذاتُها
علينا الآن أن نعْبرَ الشتاءَ مثل محيطٍ واسعٍ متجمّد
ــــ هكذا بمنتهى البساطة ــــ
من أجل صيفٍ قادم
حيث لا شيءَ في مقدوره أن يستمرّ.
القاهرة