قصائد

    عندما تضحك، يمدُّ المارّةُ أيديَهم إلى مَحافظِهم، ويُفرغونها في يد الشحّاذ الصغير، الذي يقفُ مذهولًا بلا حَراك.  وحينَ يدرك ما حدث،  يهرعُ إلى بسطةِ العلكةِ:  يلمُّ كلَّ ما عليها، ويفردُ بدلًا منها كلَّ ما في يده. *** عندما تضحك، تخلعُ العلكةُ...
    الملاءةُ التي تلفُّ السروةَ تشعرُ بِالبرد، فَتَتكرمش.                *** مطرٌ رهيفٌ في زاويةِ الكأس؛ يرقاتٌ تتدلّى من غصن شجرة الكينا، ترقص كَبَندولاتٍ من الخمسينيّات؛ ودُعسوقةّ* حطّت بِبلادةٍ على مقبض الباب.                *** شذًى أزرقُ يطوف...
    مالَ على رأسِ أخيهِ؛ انتبهَ لرائحةٍ كانت تأتي مِن بيتٍ لا يَعرفُ مَن يقطنهُ. انفرطَ الحزنُ؛ لعقدٍ كانَ يحاولُ أنْ يُكملَهُ! حاولَ أنْ يتركَ عينيهِ تراقبُ مَن يسكنُه. استبقَ عيونَهْ حينَ ارتجفَ القلبُ؛ فقدْ هلَّتْ أحلامُ طفولتهِ! وجهٌ كانَ...
                   (1) لا أقولُ ما لا ينتظرُهُ أحد، ولا أفعلُ إلّا ما هوَ مألوفٌ ومُعتاد، وأقصى أحلامي: حبٌّ خالٍ منَ المُفاجآت.                   (2) لا أُلبّي دعواتٍ لإحياءِ أُمسياتٍ شِعريّة، قراءةُ قصائدي لحبيبتي من تحت شُرفتها عملٌ أقومُ به كلَّ...
    أنتمي إلى جيلِ الصمت حيثُ المتاهات تُغْري بالعدّ وحيث الذاكرةُ تدرِّب نفسَها على الاستمناء.   لجيل الثمانينيّات شهرةُ المقتولِ برصاصٍ طائش. على يسار الأشياء، يسير دائمًا لا رغبةً بالتطرّف بل مغالاةً في الدَور. يسندُ المُحطّمَ الميؤوسَ من عَدوِهِ...
    أرى أمّي، ولا تراني، وهي تَخيطُ الكون وتنتظر يومَ وفاة أبي، لتضعَه في كفنه، وتبكي دمعتين، وتمضي إلى عرسِها. وأراها، ولا تراني أراها، في الخلْسة، تعانقُ أنتوني كوين بين الشاشةِ والصورة، وتداعبُ نفسَها، إلى أن تأتي مرّتين ولا تشبع. وتمنح البائعَ...
  إلى ميّة الجريبي* مع كلّ الحبّ   يا دارَها** لمّا تَزلْ في القلب بارقَةً، وكلُّ الأرضِ تَشهدُ أنّها فرحٌ، وكلّ الروحِ تنفخُ نارَها. يا دارها! مازال في النيروزِ قولٌ لم تقلْهُ الأغنياتُ، وشاعرٌ لم يتّخذْ من جذوةٍ قلمًا، ومِن إكسيرِ بسمتِها مدادًا...
    ما كان مستوحِدًا أو قلِقا ما كان مكتئبًا أو مُغترِبا ما كان يرفعُ الراياتِ مستسلمًا أو معلِنا ما كان يَنْسخُ من صُحفِ الشعر شيئا وما ينبغي له؛ بل قارئًا كان... كأنّهُ الضلّيلُ مزمّلٌ في بجادِ وكأنّهُ الضلّيلُ باعَ بزّتَه العسكريّة واشترى من...
  تقول جدّتي إنّها وجدتني بعد ليلةٍ قمراء؛ فتحتْ بابَ الفجر لدجاجاتها في العراء فكُنتُ هناك: معلّقًا بين الليل والنهار، أحملُ في جعبتي خطيئتين. مرّ الغجرُ بقريتنا وحين رحلوا تركوني صغيرًا. أمّي كانت راقصةً سمراء يتموجُّ في شعرها الأسود حقلُ صنوبرٍ...
في البار المفتوح على النسيان رولا الخشّ   مشهد 1 ضلوعُ النخيل التي تؤذّن في فمِ الهواءِ المرّ الهواءُ الهاربُ من بحرٍ تحاولُ زعانفُهُ التحليقَ كالسمكة المقاعدُ الخشبيّة الكؤوسُ العصافيرُ ومنفضةُ السجائر.   مشهد 2 ذاك الرجل نظر إلى تلك المرأة وقال...
    هي صرخةُ كلِّ ضعيفٍ، وعصارةُ كلِّ غضَب. هي كلُّ كفيفٍ تتآكلُ ــــ كالجمرِ ــــ عَصَاهُ... ورمادُ الأرضِ، وصوتُ الأنقاضِ وحمّالةُ كلِّ حطَبْ.                *** هي نايُ الله، وكفُّ الآهِ، وتاجُ الشاهِ يُخاتِلُ أسوارَ مدينتِنا.. بحصان خشبْ...
    ما الذي بَقيَ الآن منكُم ومِنّي؟ وماذا تُفيدُ البقايا؟ أنا الشاعرُ الهمجيُّ، نبيُّ الخطيئةِ، وحدي، تتبّعتُ ظلّيَ واغتلتُهُ في جميع المرايا وطارَدتُ في مُستحيلِ القصيدةِ معنًى يُحاولُ أن يَستتِبّ ويَجثو على ضحكي وبكايَ. أنا المُترَبِّص بي......
                 ــــ 1 ــــ كلّ التواريخ التي حفظتُها تثبتُ أنّني وُلدتُ قبل الحرب بكثير.  وُلدتُ عندما كانت الأرض يتيمةً، والسماءُ لم تُغتصَب بعد.  "لو أنّ الغيومَ تصغي لأزيز الرصاص الآن، لأمطرَتْ موتًا على رؤوس الحاقدين":  هذا ما يردّده الأملُ...
    الوردة ثلجٌ ذابَ من قمّةِ جبل؛ تحلّل من أزمةِ نقص الأوكسجين، وانخفاض الضغط. وكردّة فعلٍ على الكبت، تفتح ذراعيها لفكّ الارتباط، واحتضانِ التمثيل الضوئيّ، ووخزاتِ النحْل.                *** الوردةُ لا تعترف بالمطلق. لذا، فإنّها تمارس التناقضَ...
  الدراماتيكيّة الصباحيّة هي ذاتُها!                *** قلبي صدًى لما ستَؤُول إليه العاصفةُ.                *** كم وجعًا  يخترق الرأسَ علينا أن ننتظرَ بعدُ  وهذا العالمُ  يتحوّلُ إلى مقبرة؟                *** حرارةُ الشمس تَسري  كلَّ صباحٍ في دمي...