قصائد
وسَبتٍ،
تحَمّم فيه هواءُ الجليل حِدادا
وأضحى هديلُ الحَمام رثاء،
صهيلُ الخيولِ لهيبا،
نشيدُ السماء جهادا...
...تحوّلَ صمتُ التراب رعودا
تحوّل حزنُ القلوب عمودا
يسيلُ مِدادا... لرحل الشهيدِ.
أدرويـشَ روحي
أسمّيكَ زعترَ قلبي...
(1)
فتحتُ يدي للسنونو
وعينيَّ للأزرقِ اللانهائيّ
(لا أقصدُ الأفق)
قلتُ: سيمضي النهار
وتذبل زنبقةٌ في الجدار
فلا بدّ لي أن أغنّي
لأعبرَ هذا الربيع الخصوصيّ؛
لا بدّ لي أن أشبّ عن الطوق...
طوقِ الحمامة
كي لا أرى غيرَها في النساء،
وكي...
-1-
لأنّكَ لاجئ
تصير الوسادةُ في أوّلِ النومِ كيسًا يلمُّ بقايا وجودِك:
اسمَكَ قبل اللجوءِ وبعدَ اللجوء،
خزانةَ أمِّك،
جيبَ أبيك،
دفاترَكَ المدرسيّة،
أمنية ًقلتَها للمعلّم،
إبحارَ عينيكَ في كحلِ أنثى تغذّي خيالَكَ بالنافذاتِ بقصر...
اسكبْ دموعَكَ
إنّ العاشقَ احتضرا
واندبْ حبيبًا أتى عينيْكَ معتمرا.
جاز الغرامُ طباقًا،
أنتَ سابعُها،
حتى توحّدَ في لقياكَ
وانصهرا.
وأوقف الوقتَ لا يدري تواليه؛
فالوقتُ في الحبِّ
كالفرجارِ حينَ جرى.
رأى الرموشَ على عينيكَ ساجدةً
كسجدةِ الطيرِ...
1
يغفو النهرُ قليلًا خلف الطريق القديمة
يغفو فتتّسعُ الرؤيا.
في الكون عينٌ "ثالثة"
غصنُ الصفصافِ يداعب النهر؛
يبتلّ فيجري معهُ
وتبقى المسافات بين الشجر وبيني
كونيّة.
***
اغمسي قدمَكِ العطريّةَ في الطين!
البردُ
رحلَ...
إلى حنجرة جاك بريل جوجو في وداع مادلين
ذهبتَ إلى خُلدِ اللحن وجنّةِ الغناء/ لم ترَ "غوغان" في لوحتِه الناريّة يشاغبُ صبايا تاهيتي بألوانِ الطيور/ يداعبُ بريشته سماءَ الغربة/ لم يجِئ لأنّ ربَّ الكون كان يُلقّنه أسرارَ الحياة/ مهامَّ الفتح/...
ــــــــ 1 ــــــــ
رسمَتْ قَـبل الهوى
شـفـتـيْها بِكَرزٍ،
وأفـلـتَت الخصلات.
لم تُعِرْ غـبـارَ الطلْـعِ
ابـتسامتَها،
وما انـتـقَـتِ الحلمَ
بكـاملِ الوعي.
ـــــــــ 2 ـــــــــ
ذاك القُرمزُ لم يكن لكِ؛
فلا تشتهي...
أتكوّرُ على ذاتي
علّني أقتاتُ عشبَ البدايات
جنينًا أصيرُ
وأَنتشي بِتمائم الحبل السرّيّ
ويجذبني مِسكُ المشيمة
أسترجعُ تلك الأبديّةَ
التي تعانقَت زمنًا مع أمّي
وتوحُّدي معها
في كلّ المدارات والأفلاك
***
طاهرةً أغدو
من كلّ ...
إنّها الآن
ترعدُ خلفَ تلكَ الجبال،
فوق السهوب
في آذانِ الجنودِ الحمقى،
هناكَ
حيثُ تحترقُ القرى
وتهرعُ الخيولُ الحمراء
باتّجاهِ دمي.
وأنا هنا متعبٌ،
وبالقربِ منّي
تمطرُ،
تمطرُ بغزارة
داخل مخيّلتي
على الغابةِ المعتمة،
وعلى وساوسي المولَعةِ بالصداع...
1
ما تخلّفه الانفجاراتُ عادةً
تصحُّرٌ في أفئدة الناجين.
2
صُمَّ أذنَيْكَ!
اهربْ!
إنّه الطيّار.
اقرأْ نافذة القصف.
لا تتوقّفْ عند تجاعيد الزجاج المتشظّي على الأرض.
3
عند حرق الأشجار بأعواد الثقاب
تجفّفُ...
ــــ 1 ــــ
تتشقّق الأرضُ حين يتأخّر المطر
كأنّها تنتقم.
تبدو الشوارعُ بائسةً عندما لا تطْرقها خُطانا
كأنّها ترحل هي الأخرى.
ويختفي الشعْرُ عندما ترحل الدهشة؛
كأنّه ــــ في مكانٍ ما ــــ يقرأ قصائدَ للأشياء الباهتة.
وقلبي العالق...
كقطراتِ مطرٍ في ديسمبر
أنتَ لا تزال تسيلُ
على زجاجي،
وبلا خدوش؛
منذ قبلةِ طفولتيْنا،
واكتشافِنا العبثيِّ للّذّةِ والحبّ.
***
بشفاهٍ جافّةٍ،
تمسكُ بنصفِ مظلّة؛
تحفر شوقَها
رغم المسيلِ
في غبارِ الذاكرة
وعشبِ التفاصيل
وأشجارٍ ما فتئ...
بعدَ أن يئستُ
من إيجاد حرفٍ جديدٍ
أُضيفهُ إلى هذه الأبجديّة،
صارَ شغليَّ الشّاغل
وضعُ نقاط تفتيشٍ
عندَ مخارج حروفها،
فالطغاةُ
يعملونَ ليلًا ونهارًا
على تهريب الحبّ منها.
***
لا أعرفُ
من أينَ تؤكلُ الكتف
أو الذّراع
أو حتّى...
الحبيبات
يتحسّسن مواطن الهجرة؛
يدٌ، في الأمس، كانت
تداعب برفقٍ شعورهنّ،
قصيدةٌ تورق عناقًا وقُبلًا.
الحبيبات الأرامل مجازًا
يغرسن شجيراتٍ في عمر الرحيل
في عمر أمنياتٍ لم تورق
يخترعن أسبابًا للبقاء.
الحبيبات
يقضمنَ أظافر الوقت
يهرمنَ تحت شجرة الوقت...
في عينيك
في عَينيك
يدُ غريقٍ تلوح،
سُبّحةٌ مبعثرة اللؤلؤ، فرطتْ من شدّةِ خشوعِ المصلّين
الذين ماتوا تحت سكّين الخشوع.
في عَينيك
إصبعانِ تتلمّسانِ الحياة خلف الشيفون؛
علبةُ سجائر مبعثرة الغيم، تناثرت من شدَّةِ هذيانِ عصافيرِ القلب
الّتي وهبتْ...