هديّة الملوك الثلاثة(1)
16-01-2017

 

تأليف: أو. هنري

نقلها من الإنكليزية: لينا إبراهيم

دولار وسبعةٌ وثمانون سنتًا. فقط لا غير. ستّون سنتًا منها كانت من القروش، التي ادُّخِرتْ قرشًا قرشًا أو قرشيْن قرشيْن كلَّ مرّةٍ عبر تخجيل البقّال وبائعِ الخضار واللحّامِ، حتى يحمرَّ وجهُ أحدهم [خجلًا] من اتِّهامها الصامتِ له بالبخل نتيجةً لهذا التعامل. ثلاثَ مرّاتٍ عدّت "ديلّا" المبلغَ: دولار وسبعة وثمانون سنتًا. وغدًا سيكون عيدَ الميلاد.

لم يكن ثمّة ما يُمكن فعلُه غير الارتماء على الكنبة الصغيرة البالية، والبكاء. وهذا ما فعلتْه ديلّا. وهو ما يحفّز على التفكير الأخلاقيّ في أنّ الحياة مصنوعةٌ من النشيج والشهقات والابتسامات... مع طغيان الشهقات.

في الوقت الذي تنتقل سيِّدةُ المنزل تدريجيًّا وبسكون من مرحلةٍ إلى أخرى، دعونا نلقِ نظرةً على منزلها: شقّة مفروشة، إيجارُها ثمانيةُ دولارات في الأسبوع، لم تكن تجلُّ عن الوصف تمامًا، لكنها كانت بالتأكيد محطَّ اهتمام فرقة المتسوِّلين.

في ردهة الطابق الأرضيّ صندوقُ بريدٍ لا توضع فيه رسائلُ قطْ، وجرسٌ كهربائيّ لم تقرعْه يدٌ، عُلِّقتْ عليه بطاقةٌ كُتِبَ عليها: "السيّد جيمس ديلينغام يونغ."

كانت كلمة "ديلينغام" قد كُتبت بخطّ بارز على البطاقة خلال فترة اليُسر السابقة، حين كان صاحبُ الاسم يتقاضى ثلاثين دولارًا أسبوعيًّا. أمّا الآن، وبعد أنْ انخفض دخلُه إلى عشرين دولارًا، فقد باتت العائلة تفكّر جدّيًّا في اختصار الاسم إلى حرف "د" المتواضع الخالي من الادّعاء. لكنْ، كلّما رجع السيّد جيمس ديلينغام يونغ إلى شقّته في الطابق الأعلى، كانت السيّدة جيمس ديلينغام يونغ، التي سبقَ أن قدَّمناها إليكم باسم "ديلا،" تناديه "جيم" وتعانقه بقوّة. وهذا أمرٌ جيّد جدًّا في حدّ ذاته.

أَنهت ديلا بكاءها وجفَّفتْ خدَّيْها بإسفنجة البودرة. وقفتْ قرب النافذة ونظرتْ ببلادةٍ إلى قطَّةٍ رماديّةٍ تمشي على سورٍ رماديّ في باحةٍ خلفيّةٍ رماديّة. غدًا سيكون عيدَ الميلاد، وهي لا تَمْلِك سوى دولارٍ وسبعةٍ وثمانين سنتًا لشراءِ هديّة لجيم. ولقد ادَّخرتْ لعدّةِ أشهرٍ كلَّ قرش استطاعت الحصولَ عليه، وتلك هي الحصيلة. عشرون دولارًا في الأسبوع لا تكفي زمنًا طويلًا. فالمصاريف أكبرُ ممّا حسبتْ، وقد كانت كذلك على الدوام. دولار وسبعة وثمانون سنتًا هي كلّ ما لديها لشراءِ هديّةٍ لجيم، لـ "جيمـ" ـها. ما أكثرَ الساعات السعيدة التي أمضتْها وهي تخطِّط لشراءِ شيء جميل له، شيءٍ جميلٍ ونادرٍ ومميّز، شيءٍ قريبٍ ولو قليلًا من شَرَفَ أن يمتلكَه.

كانت ثمّة مرآةُ حائطٍ بين نوافذ الغرفة. لربّما سبق أن رأيتم مرآةَ حائطٍ في شِقَّةٍ إيجارُها الأسبوعيُّ ثمانيةُ دولارات. بإمكانِ شخصٍ نحيلٍ جدًّا ورشيقٍ جدًّا، إنْ راقبَ انعكاسَه فيها في متواليةٍ سريعةٍ من الخطوط الطولانيّة، أن يخرج بصورة دقيقة عن مظهره الخارجيّ. ولمّا كانت ديلا نحيلةً، فقد أتقنتْ هذا الفنّ.

فجأةً ابتعدتْ مسرعةً عن النافذة ووقفتْ أمام المرآة، وقد التمعتْ عيناها وشعّتا، ولكنّ وجهها فقد لونَه خلال عشرين ثانيةً. وبسرعةٍ حلّت شعرَها، وتركتْه يتدلّى بطوله الكامل.

كان لدى الزوجين ديلينغام شيئان ثمينان يتباهيان بهما: أحدُهما كان ساعةَ جيم الذهبيّة، التي وَرِثَها عن أبيه فجدِّه؛ وثانيهما كان شعرَ ديلا. فلو أنّ ملكةَ سبأ كانت تقطن الشقَّة المواجهةَ للمنْور، لأرخت ديلّا شعرَها من النافذة يومًا كي يَجفَّ، فقط لكي تهزأ بكُلّ مجوهرات جلالتِها وهداياها؛ ولو كان الملك سليمان بوّابَ البناية، ويقطنُ مع كلّ كنوزه المتكدّسة في القبو، لأخرج جيم ساعتَه كلّما عَبَرَ، فقط لكي يرى الملكَ يَنْتف شعرَ لحيته حسدًا!

راح شَعرُ ديلا الجميل يتدلّى الآن لامعًا، متموّجًا، كشلّالٍ من الماء البنّيّ، فيبلغ ركبتيْها، ويبدو أشبهَ برداءٍ تلتحف به. ثم رفعته من جديد بسرعة وعصبيّة. تردّدتْ بُرهةً وجمدتْ، فيما انهمرتْ من عينيها دمعةٌ أو اثنتان على السجّادة الحمراء البالية.

ارتدتْ معطفَها البنيّ العتيق، واعتمرتْ قبّعتَها البنّيّة العتيقة، وانسلَّتْ خارجةً من الباب إلى السلَّم فإلى الشارع، وقد تطايرتْ تنّورتُها، والبريقُ ما يزال في عينيها.

حيث توقَّفَتْ، كانت ثمّة يافطةٌ كُتِب عليها: "السيّدة سوفروني، مستلزمات الشَّعر من جميع الأنواع." صعدتْ ديلّا طابقًا ركضًا، ثمَّ استجمعتْ أنفاسَها لاهثةً. السيّدة ضخمة، أشدُّ بياضًا ممّا ينبغي، باردة، لا تُشبِهُ  سوفروني إلّا بشقّ النفس.(2)

"هل تشترين شَعري؟" سألتْ ديلّا.

"أشتري الشّعْر،" قالت السّيدة، "انزعي قبّعتَكِ ولنرَ كَيفَ يبدو."

تساقطَ الشلّالُ البُنّيّ.

"عشرون دولارًا،" قالت السيّدة وهي ترفع الشعرَ بيدٍ خبيرة.

"أعطِنيها بسرعة،" قالت ديلّا.

 مضت الساعتان اللَاحقتان على أجنحةٍ ورديّة. لكنْ لا تأْبهوا لهذه الاستعارة المبتذلة. كانت تفتِّش المتاجرَ، الواحدَ تلوَ الآخر، بحثًا عن هديَّة لجيم.

أخيرًا وجدتْها. كانت بالتأكيد قد صُنِعتْ خصِّيصًا لجيم، لا لأيِّ شخصٍ آخر. لم يكن ثمّة ما يُشبهها في أيٍّ من المتاجر الأخرى، التي قلبتْها رأسًا على عقب خلال بحثها. كانت الهديّة عبارةً عن سلسلةٍ بلاتينيّةٍ  تُربط بالساعة، ذاتِ تصميمٍ بسيطٍ غيرِ مُبالغٍ فيه، وتُشْهر قيمتَها في المادّة نفسها، لا في الزينة المبهرجة ـ وهذا ما ينبغي أن يكون عليه الأمر مع كلّ الأشياء الجيّدة. إنّها السلسلة الجديرة بـالـساعة (ساعة جيم). حالَما رأتها، عَرفتْ أنّها لا بدَّ أن تكون لجيم: فهي تُشبهه من حيث الهدوءُ والقيمة؛ وهما وصفان ينطبقان كلاهما عليهما. أخذوا منها [في المتجر] واحدًا وعشرين دولارًا ثمنًا لها، فهرعتْ ديلّا إلى المنزل، ومعها السنتات السبعة والثمانون.

بسلسلةٍ كهذه، معلَّقةٍ إلى ساعته، سيكون حريصًا على معرفة الوقت، أيًّا ما كانت هويّةُ مرافقيه. فأيًّا ما كانت فخامةُ الساعة التي يرتديها، فإنه كان يكتفي باختلاس النظر إليها فحسب، وذلك بسبب الشريط الجلديّ البالي الذي استخدمه بدلًا من السلسلة.

عندما بلغتْ ديلّا المنزل زال سُكْرُها لتحلَّ محلَّه الحكمةُ والتعقّل. أخرجتْ مكواةَ شعرها، وأشعلت الغازَ، ومضت تُصْلحُ الأضرارَ الناجمةَ عن العطاءِ المضافِ إلى الحبّ. وهذه مهمّة هائلة أيّها الأصدقاء الأعزّاء - مهمّةٌ عملاقة.

خلال أربعين دقيقةً كان رأسُها مغطًّى بعقصاتٍ صغيرةٍ متقاربة، جعلتها تشبه تلميذًا متهرِّبًا من الدراسة على الدوام. نظرتْ طويلًا، وبعنايةٍ وتفحّصٍ، إلى صورتها في المرآة، وأسرّتْ لنفسها: "إنْ لم يقتلني جيم قبل أن يعاودَ النظرَ إليَّ فسيقول إنّني أبدو كإحدى فتياتِ جوقة جزيرة كوني. ولكنْ ماذا كان عسايَ أفعل؟ ما الذي يمكن فعلُه بدولار وسبعة وثمانين سنتًا؟"

عند السابعة كانت القهوة جاهزةً، والمقلاةُ على الغاز ساخنةً ومهيّأةً لقلي شرائحِ اللحم.

لم يتأخّر جيم قطْ عن مواعيده. ضَمَّت ديلا السلسلة في كفّها، وجلستْ على زاوية الطاولة قرب الباب من حيثُ يدخل جيم دائمًا. سمعتْ صوتَ خطواته على درج الطابق الأوّل، وامتقعَ وجهُها لوهلة. اعتادت أن تتلو صلاةً قصيرةً صامتة حول أبسط الأمور اليوميّة، وها هي الآن تهمس: "أرجوكَ يا الله، دَعْه يفكّر في أنَّني ما أزال جميلةً."

فُتح الباب، وخطا جيم إلى الداخل، وأغلقه. بدا نحيلًا وبالغَ الجدّيّة. المسكين كان في الحادية والعشرين فقط، وزاد عليه عبءُ [تكوين] عائلة. كان في حاجةٍ إلى معطفٍ جديد، وكان بلا قُفّازات. توقّف عند دخوله البابَ، وتجمّد ككلبِ صيدٍ شمّ رائحة السُّمان. عيناه كانتا مثبّتتيْن على ديلّا، وارتسمتْ عليهما نظرةٌ استعصى عليها فهمُها وأرعبتْها. لم تكن نظرةَ غضب، ولا تعجّبٍ، ولا عدمِ رضًى، ولا رعبٍ، ولا أيٍّ من المشاعر التي كانت قد حضَّرتْ نفسَها لمواجهتها. ببساطة، حدّق إليها بثبات، بذلك التعبيرِ الغريبِ الذي ارتسمَ على وجهه.

شقّت ديلّا طريقها مُبتعدةً عن الطاولة باتجاهِ جيم وصاحت: "جيم، حبيبي، لا ترمقْني بهذه النظرة. لقد قصصتُ شعري وبِعْتُه لأنَّني لم أحتمِل أن يَمُرَّ عيدُ الميلاد من دون أن أقدِّمَ لك هديّة. سيَطولُ شعري ثانيةً. لن يكون لديك مانع، أليس كذلك؟ كان لا بُدَّ لي من القيام بذلك. شعري يطولُ بسرعةٍ رهيبة. قل ’ميلادًا مجيدًا!‘ يا جيم، ولنفرحْ. لو تَعلم أيّة هديّة جميلة جلبتُها لكَ."

"قَصَصْتِ شعرَكِ؟" سأل جيم بجهدٍ، وكأنّه لم يكن قد توصّلَ إلى تلك الحقيقة الجليّة بعدُ، على الرغم من  المجهود الذهنيّ الأصعب.

 "قصصتُه وبعتُه،" قالت ديلّا. "أما زلتُ أعجبُكَ كما في السابق؟ أنا ما زلت أنا، لكنْ من دون شعري. ألستُ كذلك؟"

تفحّصَ جيم الغرفةَ بفضول.

"أتقولين إنّ شَعرَكِ ذهبَ؟" سأل بنوعٍ من البلاهة.

"لا جدوى من البحث عنه،" أجابت ديلّا، "لقد بِيعَ. بِيعَ ورحل أيضًا. إنّها ليلة الميلاد، يا صبيّ. كنْ لطيفًا معي، لأنّه رحل لأجلكَ. ربَّما كانت شعراتُ رأسي معدودةً،" تابعتْ ديلا بعذوبةٍ جادّةٍ مفاجئة، " لكنّ أحدًا لا يستطيع أن يَعُدّ حبّي لك. هل أجهّز شرائحَ اللحم، يا جيم؟"

 بدا جيم وكأنّه أفاق بسرعةٍ من غَشيته. طوَّق ديلّا بذراعيه. دَعُونا، لعشرِ ثوانٍ فقط، نأخذ في الاعتبار، وبتمحّصٍ كتومٍ، شيئًا غيرَ ذي أهميّةٍ في الاتجاه الآخرِ. ثمانية دولارات في الأسبوع، أو مليونُ دولار في السنة، ما الفرق؟ عالمُ الرياضيّات، أو الشخصُ الفائقُ الذكاء، سيعطيانكَ إجابةً خاطئةً. لقد جَلَبَ الحُكماء الثلاثةُ هدايا قيّمةً [إلى الطفل يسوع]، لكنّ هذه الهدايا لم تشمل الإجابةَ عن هذا السؤال. لاحقًا، سيتمّ تسليطُ الضوء على جَزمي الغامض [أو السوداويّ] هذا.

أخرج جيم رُزمةً من جيب معطفه وألقاها على الطاولة.

"لا تُخطئي، يا دلْ، في حقّي. لا أعتقد أنّ شيئًا من قبيل قصِّ الشعر أو الحلاقةِ أو الشامبو يمكن أن يقلِّلَ من حبّي لفتاتي ولو قليلًا. لكنْ، إذا فَتحتِ تلك الرزمةَ، فستعرفين لماذا صُدِمتُ في البداية."

أصابعُ بيضاءُ خَدِرةٌ مزّقتْ شريطَ الهدية وغِلافَها. ثم تعالت صيحةُ فَرَحٍ منتشية. ثُمّ، أوّاهُ، تَحوّلٌ نسائيٌّ سريعٌ إلى دموع وانتحاباتٍ هستيريّة، تطلَّبتْ من ربِّ المنزل أن يَستخدمَ فورًا كلَّ قواه لتهدئتها.

ففي داخل الرُّزمة اصطفَّت تلك الأمشاط، تلك المجموعةُ من الأمشاط التي كانت ديلّا قد افتُتِنَتْ بها زمنًا طويلًا أمام واجهة أحد المتاجر في برودواي. أمشاطٌ جميلةٌ، مصنوعةٌ من عظْمِ ظهرِ السُّلحفاة الصافي، بحوافَّ مزيّنةٍ بمجوهراتٍ، وكانت ذاتَ لونٍ هو الأمثلُ لشعرها الجميل الذي اختفى. كانت الأمشاطُ باهظةَ الثمن، وكانت ديلّا تعلم ذلك، وكان قلبُها يتوق ويتلهّف إلى امتلاكها من غيرِ أدنى أمل. وها هي الآن قد أصبحت ملْكَها، لكنّ الخصلات التي كان يُفترض أن تتزيَّن بها قد اختفت.

 ومع ذلك فقد ضمّتها إلى صدرها. وبعد فترة طويلة تمكَّنتْ من أن ترفع عينيها اللتين بهتتا وأن تبتسمَ قائلةً: "شعري ينمو بسرعةٍ كبيرةٍ يا جيم!"

ثمَّ قفزت كقطَّةٍ لسعتها النارُ صائحةً: "آه...آه."

لم يكن جيم قد رأى هديَّته الجميلةَ بعد. مدّتها بكفّها المفتوحة بشوقٍ كي يراها. وبدا وكأنّ المعدنَ الكامدَ الثمينَ يبْرق بفعل روحها المتوقّدة اللامعة.

 "أليست خلّابةً يا جيم؟ لقد جُبْتُ البلدةَ بحثًا عنها. من الآن فصاعدًا، عليكَ أن تنظرَ إلى الساعة مئة مرّةٍ في اليوم. أعطني ساعتَكَ. أريدُ أن أرى كيف ستبدو مع السلسلة."

لكنْ، بدلًا من أن يستجيبَ جيم لطلبها، هوى على الأريكةِ مُسندًا مؤخّرةَ رأسه إلى كفّيْه مبتسمًا.

"دلْ،" قال، "لنضعْ هدايا الميلاد جانبًا. لنؤجِّلْها بعضَ الوقت. إنّها أجملُ من أن نستخدمها في الوقت الحاليّ. لقد بعتُ الساعةَ لأشتريَ أمشاطَكِ. والآن أعتقدُ أنّ بإمكانكِ تحضيرَ شرائح اللحم."

الملوكُ الثلاثة، كما تعلمون، كانوا حكماءَ... حكماءَ إلى أبعد الحدود. وقد أحضروا الهدايا إلى الطفلِ [يسوع] في المِذوَد، وإليهم يرجع فضلُ تكريسِ تقليدِ تبادلِ الهدايا في عيد الميلاد. ولأنّهم حكماءُ فقد كانت هداياهم، بلا شكّ، حكيمةً أيضًا، ومن النوعِ الذي يمكن استبدالُه في حال الحصول على أكثر من قطعة منها. وها قد رويتُ لكم، بطريقةٍ واهية، أحداثًا غيرَ جديرةٍ بالذكْر، عن طفلين أحمقيْن، يعيشان في شقَّة، وضحَّيا من دون أدنى حكمةٍ، كلٌّ  لأجلِ الآخر، بأعزِّ ما يملكُ من كنوز في البيت. لكنْ، وبكلمةٍ أخيرةٍ إلى حكماءِ هذه الأيّام، لِنقلْ إنّ هذين، من بينِ كلِّ الذين يقدّمون الهدايا، كانا الأكثرَ حكمةً. من بينِ كلّ مَن يقدّمون الهدايا وينالونها، هما الأكثرُ حكمةً. هما الأكثرُ حكمة في كلّ مكان. هما الملوكُ الثلاثة.

 

1- الملوك الثلاثة: ثلاثة حكماء تبعوا ألمعَ النجوم للوصول إلى مكان ولادة يسوع المسيح، وقدّموا هداياهم ذهبًا ولبانًا و(صمغًا) مُرًّا.

2-  سوفروني: قدّيس ارثوذكسيّ من رومانيا. قاد ثورة سلميّة ضدّ اضطهاد الأورثوذكس، وركَّز على أنّ الدين أهمّ من الأمَّة.

* أو هنري 1862- 1910:

كاتب قصّة أميركيّ. اسمه ويليام سيدني بورتر، وعُرف بالاسم المستعار الذي كان يستعمله (O Henry).

لينا إبراهيم
من سوريا، حائزة شهادة الدكتوراة في الأدب الإنكليزيّ من جواهر آل نهرو / نيودلهي. تعمل حاليًّا رئيسة قسم الأدب الإنكليزيّ في كليّة البيان / مسقط في سلطنة عُمان.