المشاركون (ألفبائيًّا): إبراهيم الحيسَن، بنيونس عميروش، بوعبيد بوزيد، شفيق الزكاري، محمد أديب السلاوي، محمد الشيكر، موليم لعروسي.
ارتبط الفنُّ التشكيليّ المغربيّ بمخاض التجربة الثقافيّة المغربيّة عامّةً. فقد نشأ في رحاب الفنّ التشكيليّ الكولونياليّ، ورعتْه الذائقةُ الغربيّةُ لسنوات، حتى اشتدّ عودُه، فراح يبحث لنفسه عن هويّة بصريّة مغربيّة: تمتح من التراث تارةً، وتستلهم الرمزَ والعلامةَ الثقافيّة تارةً أخرى، وتنفتح عن المنجز الفنّيّ العالميّ أحيانًا كثيرة. وهو ما جعل من التجربة التشكيليّة المغربيّة مدرسةً متميّزةً في المشهد التشكيليّ العربيّ.
هنا تفتح مجلة الآداب البابَ أمام مجموعة من الفاعلين والفنّانين التشكيليين للتعبير عن واقع الفنّ التشكيليّ المغربيّ، واستجلاء مقوِّماته وخصائصه، وتحديد تطلّعاتِه المستقبليّة. فيأتي محمد أديب السلاوي بمقالة جاءت بمثابة جردٍ تاريخيّ للمراحل الأساسيّة لنموّ هذا الفنّ وتطوّره. وسندتْها، في الاتجاه ذاته، مقالةُ بنيونس عميروش، الذي سلّط الضوءَ على الفترة الفاصلة بين الخمسينيّات ومطلع السبعينيّات باعتبارها المرحلة التي شهدت الميلادَ الحقيقيّ للبنية الجماليّة للفنّ المغربيّ المعاصر. أمّا مقالة بوعبيد بوزيد فركّزتْ على تاريخ مدرسة تطوان التشكيليّة، وخصائصِها، ودورِها الرياديّ في التعبير الجماليّ. واختار إبراهيم الحيسَن استجلاءَ مكامن الاستطيقا في المنجز التشكيليّ في جنوب المغرب من خلال اشتغاله على المتن الفنّيّ لفنّانين شباب من مناطق بعيدة عن "المركز" الثقافيّ المألوف في المغرب. أما محمد الشيكر فيَنحت في تاريخ "حلقة 65" في الدار البيضاء؛ وهي حلقةٌ مثّلت الأفقَ الحداثيَّ للفنّ التشكيليّ المغربيّ، والقطيعةَ الصارخة مع الفنّ التقليديّ الذي مثّلته المدرسةُ الفطريّة. ولم يغفل الملفّ البعدَ التسويقيّ للمنتوج الفنّيّ التشكيليّ المغربيّ، فشخّصتْ مقالةُ شفيق الزكاري واقعَ المزادات العلنيّة. أما الحوار مع موليم لعروسي فيحاول أن يقرِّب القارئَ العربيّ إلى أسئلة الفنّ التشكيليّ المغربيّ، ماضيًا وحاضرًا.
ملحوظة: أتقدّم بالشكر الجزيل إلى الأستاذين عبد الرحيم العلّام، رئيس اتحاد كتّاب المغرب، وإبراهيم الحيسن، على الدعم الذي حظيتْ به منهما أثناء إعداد الملفّ.