أصفعُ أرخميدس فتتبدّد
24-07-2018

 

 

كقشّةٍ هَوَت من زُحل على وجهِ ماءٍ آسِنٍ

أنا هذا المساءَ:

هشّةً وملبّدةً بالاستسلام،

لا أَلْوي على حَراكٍ قدرَ فُقاعة.

 كان ينقصُني مشهدُ ذلك الصبيِّ،

وهو يهوي من رصاصـةِ قارضِ النجوم،

لأخالفَ قوانينَ الفيزياءِ،

فأصفعَ أرخميدس،

وأغوصَ،

وأغوصَ،

إلى القاع.

أتّكئ على أرملةٍ كلسيّةٍ ترتعدُ من الحزن مثلي

وأقتاتُ الهوامَ والعوالقَ والطحالبَ المنبوذة.

***

ها هو جرادُ البحر يلتقطُ عينِي

فأختلسُ غفوةً حين انجذابِ جَفنِي إلى الأسفل،

علّني أدركُ موجةً تُغرقُني

وتُغرقُ ما شاهدتْ عيناي منذُ غادرتُ ثديَ أمّي،

فأدركُ الخلاصَ من لُفافاتِ الحنظلِ الملأى ببذور الموتِ

القابعةِ في ذيل مكنسةِ ساحرةٍ شرّيرةٍ ــ ــ

تصحو وتنامُ على حليبٍ من الدم،

وبيضٍ فاسدٍ من الجثث،

وخبزٍ من أشلاءٍ بشريّةٍ تنتظرُ المقبرة.

القاهرة

ديمة محمود

شاعرة وكاتبة من مصر. صدر لها ديوان ضفائر روح، 2015، وأُشاكس الأفق بكمنجة، 2017.