السّقفُ المدى
13-11-2016

 

 

لسقفِ غرفتِنا جناحانِ أبيضان،
جناحانِ أزرقان،
ثلاثةُ أجنحةٍ حمرٍ،

وجسمُ فراشة.

               ***
لسقفِ غرفتِنا

جسمُ سنونوةٍ مالحةِ اللونِ،

خضراءِ المَذاق.
ولوجهي ملامحُ أفعى

تحتضنُ عصفورتَها المعشوقةَ

وتبكي.

               ***

لوجهي منقارٌ صغيرٌ يضحك

وهوَ ينقرُ في الرّوحِ

ليصنعَ ثقبًا صغيرًا

يتّسعُ لولادةِ سفينة.
لوجهي ملامحُ سفينةٍ،

ورُبّانٍ سكرانٍ يغنّي لشراعَيْه
وهما يزقزقانِ على مداعبةِ الرّيحِ المجنونة.

               ***
نعم،
لوجهي شراعان،

وبشرةٌ بلونِ اللازَوَرد

تشحذُ الدّمعَ

ليضيء كخنجرِ المعنى.
ولدمعي لمعةُ خنجرٍ

يَنحرُ الطّريقَ،

مِن أقصى شرايينه إلى أقصاها،
ويضحكُ كلّما ولدتْ قصيدة،
كلّما نزفتْ قصيدة.

               ***
نعم،
لقصائدي لزوجةُ الحُبِّ في جسدِ عاشقة،
كلّما لاح النّومُ أفاقَت

وهطلتْ فوقَ وِحدتها لهبًا لهبًا لهب.
               ***
ولأنّ السّقفَ طار،

وأخذَ معهُ الجدرانَ والأرضيّةَ وبابَ غرفةِ الأرقِ اليتيمة،
فقد صرتُ حرّةً كجنينٍ قطعَ حبلَ يُتمهِ

وانهالَ صراخًا وسخطًا وشتيمةً وعضًّا في العالَم.

               ***
نعم،
لسقفِ غرفتِنا جناحٌ واحدٌ بلا ريش،

وبلا هواءٍ ليرفعه.
لسقفِ غرفتِنا فرادةٌ توحي بالذّنْب وبالخطيئة،
ولي غرفةٌ من خيالٍ واسعٍ

واسعٍ

واسعْ.

جرمانا

 

علا ص. ن. حسامو

 شاعرة سوريّة وكاتبة أدب أطفال. مدرّبة وناشطة في التنمية والمسرح التفاعليّ وثقافة الطفل. عضو هيئة تحرير في مجلّة أسامة للأطفال. صدر لها: حيث لا أحد (شعر- 2013)، ريشة حلم زرقا (مجموعة شعريّة إلكترونيّة باللهجة المحكيّة ـ 2014)، الأخطبوط الرّاقص (قصّة للأطفال ـ 2013 )، رحلة الضّفدعة وذبابة الحظّ (رواية لليافعين – 2013)، حينَ غرقَ جدِّي (قصّة للأطفال ـ 2014).