تصفيفة مغايرة لأرواح الموتى
31-07-2016

 

              1

ما تخلّفه الانفجاراتُ عادةً

تصحُّرٌ في أفئدة الناجين.

             2

صُمَّ أذنَيْكَ!

اهربْ!

إنّه الطيّار.

اقرأْ نافذة القصف.

لا تتوقّفْ عند تجاعيد الزجاج المتشظّي على الأرض.

             3

عند حرق الأشجار بأعواد الثقاب 
تجفّفُ الكائناتُ أنفاسَها 
العالقةَ بأعشاشِ الصور .

             4

ذاتَ ليلة،

جلستُ وإخوتي نتصفّح الهمّ،

فانتفخَت الغرفة

وما عادت تتّسع.

             5

أقفاصُ المستقبل العالقِ فينا تقيّأتْ

صحراءَ عكّرتْ أنوفَ المياه.

             6

كان الماءُ أنا على جسدك

إلّا أنّي رفضتُ النطق

خوفًا من أن تخجلي

فتلتحفي الصابونَ بدلًا منّي.

             7

على كرسي المعوّقين نكرّسُ "الله أكبر"

ونرمي بالحجارة صوب الفتاة.

             8

يفقّس المعذّبون كلّ يومٍ

أتفرّس في وجهٍ يبس لشدة دمائه المتناثرة.

             9

عادةً أسمع انفجاراتٍ متتاليةً في رأسي، آخرُها اليوم. حين سمعتُ دويَّ انفجار بالقرب من المنزل هرعتُ لأتقصّى المسألة. وجدتُني على غير عادتي أرتّب الأبدانَ بأحجامٍ مختلفة. لم تظهر لي أجسادٌ متكاملة. وضعتُ رأس الطفل على جسد الرجل، ويدَ المرأة على ساق الشرطيّ. في أغلب الأحايين تتناثر الأجزاءُ لتحيلنا إلى العدميّة.

العراق

احمد ضياء

شاعر من العراق