ثلاث قصائد عن القدس
15-05-2021

 

1 - في القدس نارٌ... في القلب نارٌ

ما أشبهَ الليلةَ بالبارحة!

في القدس نارٌ،

في القلب نارٌ،

وفي الخطبِ دعوةٌ "صالحة."

على العرش جثّةٌ،

والصحفُ أخفت الرائحة.

والمنطق

ذبابٌ أسودٌ أزرقْ،

سلامٌ كاذبٌ أحمقْ،

شاشات تلفازٍ على الهوا نابحة

وما أشبهَ الليلةَ بالبارحة!

 

2 - لكنّها القدسُ يا صاحبي

أمامكَ رومٌ وخلفكَ رومُ

وحولَك

تحتَ الترابِ وفوقَ التراب

وبين الدماءِ وفي الماءِ رومُ!

وهذا الهواءُ

وحكمٌ بلاءُ

وحتّى الدعاءُ بأرضِكَ رومُ!

وأبناءُ عمّكَ

نصفٌ رياءٌ، ونصفٌ همومُ.

وحكّامُكَ عليكَ بلاءٌ ونحسٌ وشومُ؛

فكلُّ الذي أضمروهُ خيانة

وكلُّ الذي قدّموه سمومُ.

لكنّها القدسُ يا صاحبي

لكنّها القدسُ... ليست سدومُ

وأنتَ الفداءُ، أنتَ البقاءُ، وأنتَ السماءُ

وهم عابرون

كما تَعْبر كلَّ يومٍ... غُيومُ!

 

3 - أنا المسيح

ويروْن اسمي

حاملًا إثمي

فلسطيني

والأرضُ تُسْقَى من شراييني

ودمي حرٌّ يصيحُ:

أقتلوني ألفَ مَرّة

فحياةُ الذلِّ مُرّة

سأعودُ وأعودُ لأرى أرضيَ حُرّة؛

فأنا روحُ التراب

طائرُ الفينيق

وأنا المسيحُ.

أما أنتمْ، فغبارٌ فوقَ مرآةِ ماضينا

أنتُمُ وهْمٌ جريحُ؛

فمتى هبّت أيادينا

تذروكُمُ الريحُ.

تونس

أحمد عمر زعبار

شاعر تونسيّ. نال الجائزة الأولى للقصة القصيرة في مهرجان سيدي بوزيد للأدباء الشبّان سنة 1984. عضو اللجنة التنفيذيّة ورئيس اللجنة الإعلاميّة في النادي العربيّ في بريطانيا. نشر مجموعة شعريّة واحدة بعنوان تفّاح المحبّة. له مختارات شعريّة مترجمة إلى الإسبانيّة، وأخرى مترجمة إلى الفرنسيّة. مقيم في لندن. يعمل حاليًّا منتِجًا للبرامج الفكريّة والثقافيّة والسياسيّة.