اللايْكوميتر: التواصل بين المجاملة والتفاعل الجدّيّ
27-04-2021

 

لربّما فات الزمنُ على ما أكتبه،[1] على الأقلّ بالنسبة إلى المطَّلع على ما يُنشر في مجال التواصل الاجتماعيّ. فقد يسألني عارفٌ: وما أهمّيّةُ أن تكتبَ عن تفاعل الإعجاب (Like) في التواصل الاجتماعيّ حين تسعى المنصّاتُ الكبرى نفسُها، مثل إنستغرام، إلى إزالة هذه الخاصّيّة؟

صحيحٌ أنّ الإعجابَ والقلوبَ والعواطفَ الجيّاشة في التواصل ليست مقياسًا دقيقًا. لكنْ حين يقارَن عددُها بما سبقها في نطاقٍ زمنيٍّ محدّد، فقد تكون مؤشِّرًا على وجودِ طارئٍ ما على قاعدة المتابِعين.

في أيّام التواصل الاجتماعيّ الأولى، كان مؤشِّرُ النجاح الرقميّ هو ما يُحَصِّله المستخدِمُ - أشخصًا حقيقيًّا كان أمْ معنويًّا – من تفاعلٍ مع متابِعيه. لذلك كان التفاعلُ الإيجابيُّ مؤشِّرًا على تقبُّل المتابعين لِما يُنشر، أو على تبنّيه. والتفاعلُ هنا قد يكون بالضغط على زرّ الإعجاب -- وكان ذلك أوّلَ أنواع التفاعل، قبل أن تَظهر التفاعلاتُ الأخرى كالقلب والدموعِ والضحكِ وغيرها.[2] إلّا أنّ الإعجابَ لا يوزَّع بعدالةٍ على المنشورات، بل يتناقص كلّما انتقلْنا من شكلٍ إلى آخر، وفقًا للترتيب الآتي:

- الصور الشخصيّة. هنا يزدادُ التفاعلُ إذا كانت هذه الصورُ تحتوي على ما يُعتبر "مهضومًا" (cute) أو جذّابًا أو عائليًّا أو مُغْريًا أو مثيرًا للجدل.

- العبارات المختصَرة، وبخاصّةٍ تلك التي تتفاعل مع حدثٍ حاليٍّ (رأي، موقف، سخرية،...). فروّادُ هذه الوسائل، في العادة، يبغون السرعةَ، لا العمقَ والتحليلَ.

- مشاركة الأعمال الخاصّة (نشر مقال خاصّ بصاحب الحساب في مجلّة، أو نشر مقابلة تلفزيونيّة معه، أو نشر إنجازٍ ما حقّقه بنفسه أو من خلال مجموعةٍ ينتمي إليها،...).

- مقالات الرأي الخاصّة بصاحب الحساب، أيْ تلك التي يكتبها على حسابه التواصليّ الخاصّ، لا من خلال إعادة نشر مقالٍ صحفيّ أو بحثٍ أو غيرِ ذلك.

- المشارَكات من صفحاتٍ أخرى (كمشاركة مقالٍ أو عبارةٍ تخصّ مستخدِمًا آخر).[3]

تدلّ هذه اللامساوةُ في توزيع التفاعل والإعجاب على اتجاه المتابِعين: إنّه الاهتمامُ بالصورة أوّلًا، وبـ"الوجبة السريعة" ثانيًا. وعليه، يصبح توزُّعُ التفاعل مع المحتوى الأكثرِ جدّيّةً (مقالات منشورة أو منشورات شبكات التواصل) أكثرَ انتقائيّةً، لينقسمَ بين عددٍ من الفئات:

- الفئة الأولى هي لموزِّعي التفاعل. يتكوّن أعضاءُ هذه الفئة من المتابِعين الذين "يوزِّعون" تفاعلَهم الإيجابيَّ (إعجاب وإعادة مشاركة) في شكلٍ عشوائيّ. ويعود ذلك إلى تقديرهم لصاحب المنشور، أو إلى رغبتِهم في بناء محتوًى على صفحاتهم الخاصّة من خلال نشرِ ما يعتبرونه "قيمةً مضافةً." وقد يأتي النشرُ في معظم الأحيان من دون تفاعلٍ مع صاحب المنشور، أو من دون الاطّلاع على المنشور كاملًا.

- الفئة الثانية هي للمهتمّين الظرفيّين، وهم أفرادٌ يهتمّون فعليًّا بما نُشر ولكنْ ظرفيًّا. والاهتمامُ الظرفيّ يرتبط بالمادّة المنشورة التي تثير اهتمامَهم فيتفاعلون معها، أو يرتبط باهتمامهم الموقّت بالناشر. وهذا الاهتمام الموقّت قد يستمرّ، فيتحوّلون عندها إلى متابِعين فعليّين؛ أو قد يضمحلُّ لسببٍ من الأسباب.[4]

- الفئة الثالثة هي للمتابِعين الفعليّين. وهم الأشخاص الذين كانوا متابعين ظرفيّين، ثم أخذوا يترقّبون ما يصدر عن الناشر من منشورات، ويتفاعلون معها، ويعيدون نشرَها في الكثير من الأوقات. يشكّل أفرادُ هذه الفئة الرافعةَ الأساسيّةَ لأيّ ناشطٍ أو "مؤثِّر" على وسائل التواصل الاجتماعيّ. وهي قاعدةٌ متغيّرةٌ، قابلةٌ للتقلّص أو الاتساع، وفقًا لمواقف الناشر أو نشاطِه التواصليّ.

بعد عقديْن على انطلاقة وسائل التواصل الاجتماعيّ بنسختها الأوّليّة مع SixDegrees وMySpace، وبنسختها الحاليّة مع فايسبوك وانستغرام وصولًا إلى تيكتوك، تغيّرت النظرةُ إلى وسائل قياس التفاعل التواصليّ (Social Media Metrics). ففي حين كان الإعجابُ هو المؤشِّرَ الأساسَ، أصبح الوصولُ (Reach) والاحتفاظ (Retention) والوعيُ (Awareness)[5] من أهمّ المقاييس الحاليّة، بحيث لا يهمُّ إذا تفاعل ألفُ شخصٍ مثلًا مع المنشور ما لم يقرأوه، وبات من المفضَّل أن يطّلعَ عليه ربعُ هذا العدد لأنّهم قد يشاركونه على صفحاتهم إنْ أعجبَهم محتواه. وهذا ليس بالضرورة ما يحصل مع الذين يسجِّلون إعجابًا على سبيل "مجاملة" صاحب المنشور.

واعترافًا بهذا الواقع، قرّرتْ منصّةُ إنستغرام، التي تملكها فايسبوك حاليًّا، العملَ جدّيًّا على إزالة تفاعل الإعجاب عن منشوراتها كما ذكرنا في المقدّمة؛ الأمرُ الذي قد يحمي الصحّةَ النفسيّةَ للمستخدِمين و"إنْ على حساب المصلحة المهنيّة للمنصّة."[6] فانستغرام عُرِفتْ منصّةً للشهرة، بحيث كان المستخدِمون يسعوْن إلى الحصول على أكبر عددٍ من الإعجابات بصورهم، دلالةً على "استحسان" المتابعين لمظهرهم أو سلوكِهم أو نمطِ حياتهم. إلّا أن البحثَ عن الإعجابات في عالمٍ منمَّط، حيث صورةُ الجسد التي تروِّجُها منصّاتُ الإعلام والتواصل بعيدةٌ عن الواقع عمومًا، قد سبّب أزماتٍ نفسيّةً للعديد من المراهقين. بل إنّ أبحاثًا منشورة ربطتْ تلك المنصّات، وخصوصًا انستغرام، بارتفاع الانتحار بين المراهقين![7] ومن هنا قرارُ هذه المنصّة المذكور.

إلّا أنّ توزّعَ الإعجاب، بالإضافة إلى عدد المشارَكات، قد يبقيان مؤشِّرًا، وإنْ بسيطًا، على مزاج المتابِعين ورأيِهم في الناشر وما ينشرُه؛ بالإضافة إلى أنّهما يشكّلان مؤشِّرًا على اهتمامهم الظرفيّ بمسألةٍ معيّنة. وهذا الأمر أكثرَ ما يصحُّ حين يطبَّق على ناشرٍ واحدٍ إذا تتبّعنا التفاعلَ مع ما يقدّمه على صفحاته التواصليّة خلال فترةٍ محدّدةٍ من الزمن. ولكيْ لا أثير غضبَ أيٍّ من الناشرين أو الصفحات والمواقعِ الإلكترونيّة، فإنّي أقدّم قراءةً بأثرٍ رجعيّ (retrospective) على ما نشرتُه شخصيًّا على حسابي الخاصّ عبر فايسبوك.[8] وعليه، فإنّني سأستخدم مقاييسَ فعليّةً، أشرحُها في الهامش،[9] لأقيسَ تراجُعَ الاهتمام بالمسائل الراهنة كمؤشِّرٍ على "الملل التواصليّ،" بعد أن فقد الموضوعُ الاهتمامَ الذي حظي به حين كان جديدًا؛ ثم أعود لأقارنَ الاهتمامَ الأوّلَ بالاهتمام الجديد بمسألتيْن كانتا راهنتيْن عند نشرهما.

في هذا السياق، انتقيتُ مجموعةً من المنشورات المتنوّعة من صفحتي الخاصّة، وهي تتوزّع كالآتي:

- منشورات لبعض مقالاتي في مجلة الآداب. وأتت المنشورات كما يأتي: ثلاث مقالات عن الكوفيد-19 نُشرتْ بين آذار 2020 وحزيران 2020، ومقالة عن دور الإشاعة في الحرب النفسيّة على الشعب اللبنانيّ بعد انفجار المرفأ ونُشرتْ في آب 2020.[10] وبهدف الاختصار فقد عنونتُ هذه المقالات بـ: كوفيد-1، وكوفيد-2، وكوفيد-3، والإشاعة.

- منشوران يحتويان على صورةٍ لي على شاشة تلفزيون، وهما لمقابلتيْن على شاشة الميادين: الأولى كنتُ فيها ضيفًا في برنامج "أجراس المشرق" في كانون الثاني 2021، والثانية كنتُ فيها ضيفًا في برنامج "المشهديّة-خاصّ" في آذار 2021.

- منشور يتعلّق باستلامي مهامَّ منسِّقِ مختبر الديموغرافيا في مركز أبحاث معهد العلوم الاجتماعيّة في الجامعة اللبنانيّة.

- منشوران لصورة (بروفايل) الحساب. الأولى تضمّ زوجتي وابنَنا، وبالتالي يضاف تفاعلُ متابعي زوجتي مع متابعيَّ، وهي الصورة 1. والثانية تحتوي على صورتي مع ابنِنا، أيْ تقتصر على متابعيَّ، وهي الصورة 2.

كلُّ هذا التفصيل هو لتبيان أسباب الاختلافات، التي ستلي، في الرسوم البيانيّة الخاصّة بنوع التفاعل وتغيّره مع فقدان الاهتمام الظرفيّ، ومع الاهتمام المركَّز على التبريكات والتعليقات الاجتماعيّة عوضًا من التعليقات الأكاديميّة أو المهنيّة.

بدايةً، نعرض نتائجَ مؤشِّر التصفيق، وهو يعتمد على حساب التفاعل الإيجابيّ فقط. يوضِح الرسمُ البيانيّ 1 أمريْن بالغَي الأهمّيّة. أوّلُهما أنّ التفاعل الاجتماعيّ، وخصوصًا مع الصور، يتفوّق دائمًا على التفاعل الفكريّ أو الأكاديميّ. فنسبةُ التصفيق على المقالات تراوحتْ بين 3 و8.5%؛ أمّا نسبةُ التصفيق على المنشورات التي تحتوي على صورةٍ أو تغيير موقعٍ اجتماعيٍّ أو مهنيٍّ فتراوحتْ بين 11 و30%.

 

 

أمّا الأمر المهمّ الآخر فهو يشير إلى تراجع الاهتمام الظرفيّ بمسألةٍ علميّة، وهي مسألة كوفيد-19، ثم عودتِه إلى سابق عهده من الاهتمام في المقال الثالث. وهنا أشير إلى أنّني قد كتبتُ بشكلٍ يوميّ على صفحتي عن الموضوع؛ وهو ما قد يثير مللَ المتابِع ويُضعف من اهتمام المتابع للموضوع.

لا تختلف النتائجُ المتأتّيةُ من نِسَبِ التفاعل كثيرًا عن نِسَبِ التصفيق، وذلك بسبب تأثير عدد الإعجابات في هذا المؤشّر. هكذا نجد أنّ النتائج نفسَها تتكرّر هنا:

 

 

 

فمن جديد، تحتلّ الصورُ المرْتبةَ الأولى في التفاعل، لا بل تزيد التعليقاتُ عليها من نسبةِ هذا التفاعل. وهو ما يصحّ أكثرَ في حال التبريكات والتهاني التي يضعها المتابِعون على منشورٍ يتعلّق بصدور كتابٍ جديدٍ لصاحب المنشور، أو بتسلّمه منصبًا جديدًا؛ ما يرفع نسبةَ المنشوريْن الخاصّيْن بهاتيْن المناسبتيْن على حساب المنشورات الأخرى.

إلّا أنّ المؤشّرَ الأكثرَ تأثيرًا في الانتشار المعرفيّ يكمن في نسبة التضخيم[11] (Amplification)؛ وهي من الأهمّ، لأنّ المشارَكات تضمن وصولَ المنشور إلى عددٍ أكبرَ من المتابِعين. والحقيقة أنّنا لم نحسبْ مَن أعاد مشاركةَ المشاركة (Re-share)، بل اكتفيْنا بعدد المرّات التي جرت فيها مشاركةُ منشورنا الأصليّ. ومن هنا، يصير من الطبيعيّ ألّا تُشارَكَ الصورُ الخاصّةُ الموجودةُ على حسابنا الخاصّ. ولذلك يكون التضخيمُ الخاصُّ بالصور أو الإنجازات الفرديّة، لمستخدِمٍ عاديٍّ مثلي لا يقع في خانة "المؤثِّرين"[12] في المفهوم التواصليّ الحاليّ، شبهَ معدوم.

 

 

 

أمّا المقالات، فقد تراجعتْ نسبةُ التضخيم فيها، خصوصًا بين المقال الأول والمقال الثاني عن كوفيد، لتعود وترتفعَ مع الثالث. وارتفعتْ هذه النسبةُ أيضًا مع المقالة الرابعة عن الإشاعة. هذا الاختلاف الذي رأيناه بين ما حصل مع المقالة الرابعة لناحية التفاعل والتصفيق المنخفض، مقابلَ ما حصل مع المقالة نفسها لناحية التضخيم المرتفع، يدلّ على ظاهرة اكتساب المتابِعين الفعليّين المهتمّين بالاطّلاع على ما نُشر أكثرَ من المتفاعلين لدواعي "الواجبات الاجتماعيّة" التواصليّة. هنا أعترفُ بأنّي متواصلٌ سيّئ في هذا المجال لأنّني لا أدخلُ في تبادل التبريكات أو المدائح أو العزاء، بل أكتفي في معظم الأحيان بالتواصل مع الشخص مباشرةً (إنبوكس أو بالهاتف)، لا من خلال حسابه الفايسبوكيّ الظاهرِ للعامّة.

بالطبع، لا يمكن الاعتمادُ على النتائج أعلاه من أجل تعميم خلاصات؛ ذلك لأنّ العيّنة ضيّقةٌ ومحدودة. إلّا أنّ هذه المؤشِّرات قد تشكّل حجرَ الأساس لأبحاثٍ تُحلِّل مسارَ التفاعل الاجتماعيّ، ولاسيّما على منشورات صفحات التواصل التي تحصل على تفاعلٍ واسعٍ بسبب ارتفاع أعداد المتابِعين.

غير أنّ ما أريدُ الوصولَ إليه هو أنّ عالمَ التواصل يُظهر طبائعَ البشر، لا بل يضخِّمها أيضًا. فهو مسرحٌ لتبادل الواجبات التواصليّة. وأكثرُ هذه التفاعلات يتماشى مع عصر الصورة. فالصورة لا تأخذ منّا وقتًا لـ"تحليل" مضمونها، على عكس النصّ أو الفيديو. وعندما نقارِن بين التفاعل مع الصور، أو مع النصوص، فإنّنا نجد أنّ المصفِّقين يفضّلون الصور، وأنّ المتابعين والمهتمّين يميلون إلى المحتوى المكتوب.

ختامًا، تُمْكن الاستفادةُ من هذه المؤشِّرات في انتقاءِ ما ننشرُه. فصحيح أنّه لا يمكن الاكتفاءُ بها، وصحيحٌ أنّ المهتمَّ بمسألةٍ ما سيحافظ على اهتمامه بها أكثرَ ممّا يفعل المتابعُ الظرفيّ؛ إلّا أنّها، كمؤشِّراتِ قياس، تقدِّم لمحةً عن تفضيلات المتابعين. وحين أرى أنّ حجمَ التفاعل مع ما أنشر قد انخفض مع مرور الوقت، فهذا يعني أنّ المتابع لم يعد يجد في ما أقدِّمه مادّةً تثير اهتمامَه. هنا عليّ أن أقرّر ما يجب فعلُه، بعد التساؤل: هل أنشرُ للمتابع الظرفيّ، أمْ للمتابِع المهتمّ؟

في الجواب عن هذا السؤال تتحدّد وظيفةُ حسابات كلِّ مستخدِمٍ على مواقع التواصل الاجتماعيّ.

الكورة (شمال لبنان)

 

 

[1] كاتبُ هذه الأسطر خبر التواصلَ الاجتماعيّ منذ العام 1998 في غرف الدردشة والمدوَّنات (التي كانت تُعرف بالمنتديات أو الخِيَم)، وفي تطبيقات التواصل السريع (IM)، وأسّس حسابَه الحاليَّ على فايسبوك عام 2007 وهو ناشطٌ عليه. ولم تكن له التجربةُ نفسُها مع تويتر وإنستغرام، مع أنّه يملك حسابًا عليهما.

[2] الوجه الضاحك قد يُستخدم إيجابًا في سياقِ منشورٍ مضحك، أو سلبًا بهدف السخرية أو لرفض منشورٍ جدّيّ. وبهذا تغلّب المستخدِمون على إغفال منصّات التواصل زرَّ "عدم الإعجاب" حتى الآن.

[3] للمزيد، يمكن الاطّلاعُ على المقال الآتي:
Rebecca Corliss, “Photos on Facebook Generate 53% More Likes Than the Average Post,” Hubspot, Last Accessed 23-4-2021. Retrieved from

https://blog.hubspot.com/blog/tabid/6307/bid/33800/photos-on-facebook-generate-53-more-likes-than-the-average-post-new-data.aspx
أو:

Patricia Maranga, “Social Photos Generate More Engagement,” Social Media Examiner, 13-5-2014, Retrieved from: https://www.socialmediaexaminer.com/photos-generate-engagement-research/

[4] من هذه الأسباب ألّا يبادلَهم الناشرُ الاهتمامَ. عندها يتحوّل التفاعلُ إلى نوع من "الواجبات التواصليّة" على مثال "ليِّكْ لي لأليّكَ لك." ومن الأسباب أيضًا أن ينقلبَ الرأيُ بالناشر، خصوصًا حين ينشر مادّةً قد يعتبرها المتابعُ مسيئةً لآرائه أو متعارضةً معها.

[5] تعريف هذه المفاهيم:

- الوصول (reach): هو إمكانيّةُ وصول المحتوى التواصليّ إلى أكبر عددٍ ممكنٍ من المستخدِمين، مباشرةً (أي للمستخدِمين الذين يتابعون صانعَ المحتوى)، أو غير مباشرة (من خلال رؤية المستخدِمين المنشورَ بعد أن يعيد نشرَه أحدُ الذين يتابعهم).

- الاحتفاظ (retention): هو الحفاظُ على المتابِع أو المستخدِم أو المشاهِد؛ أيْ أن يبقى متابِعًا بعد أن يطّلع على المحتوى. مثلًا يُعتبر هذا المؤشِّرُ بالغَ الأهمّيّة لصنّاع المحتوى على يوتيوب لأنّه يشير إلى نسبة الأشخاص الذين يشاهدون المحتوى إلى النهاية. وتقاس هنا أيضًا المدّةُ التي قضاها المشاهدُ قبل أن ينتقل إلى فيديو آخر.

- الوعي (awareness): ويدلّ على معرفة المتابِعين أو المستهلِكين لسلعةٍ أو علامةٍ تجاريّة. وهذا من المفاهيم البالغةِ الأهمّيّة في التسويق والإعلان. فالشركات التجاريّة تصْرف المليارات لتكوِّن وعيًا بعلامتها التجاريّة لدى المستهلِك. والوعي هنا مرتبطٌ بالتعرّف إلى العلامة التجاريّة والثقة بها، كمن يفضّل منتَجًا على آخر لأنّه شاهده في إعلانٍ ما. وهكذا فإنّ شعارات - كالتفّاحة المقضومة الطرف، وحرف M بالأصفر، والنجمة المثلّثة الأضلع - تدلُّنا مباشرةً على علاماتٍ نعرفها وتثير فينا ردَّ فعلٍ معيّنًا، تبعًا لوعينا بها أو وعينا بما خلْفَها.

[6] عانت منصّةُ انستغرام، منذ أن اشتُهرت، ارتباطَ التنمّر على المراهقين (ولا سيّما الفتيات) بعدد الإعجابات التي ينالونها أو بعدد متابعي حساباتهم. وقد دفعها ذلك، كما قلنا، إلى تجربةٍ جدّيّةٍ لإخفاء تفاعل الإعجاب على الصور؛ أنظرْ:

[8] حسابي الخاصّ عبر فايسبوك هو: www.facebook.com/chattieh، وأنشطُ عليه منذ العام 2007. وهذا غير صفحة منشوراتي: https://www.facebook.com/chattieh.publications التي لا أجد الوقتَ الكافي لأعطيَها حقَّها. ويمكن الاطّلاعُ على المنشورات التي نحن في سياق تحليلها لأنّها متاحة للجميع.

[9] المقاييس المعتمدة هنا ثلاثة، وهي:

- نسبة التصفيق= التفاعل الإيجابيّ\ متوسّط عدد المتابِعين × 100.

- نسبة التفاعل= مجموع التفاعل\ متوسّط عدد المتابِعين × 100.

- مجموع التفاعل= التفاعل الإيجابيّ + التعليقات + المشاركات.

- نسبة التضخيم= مجموع المشاركات\ متوسّط عدد المتابعين × 100.

- نشير هنا إلى أنّ متوسّط عدد المتابِعين يُستخرَج من خلال جمع عدد المتابِعين في فترتيْن مختلفتيْن وقسمةِ الناتج على إثنين.

هذه المقاييس مأخوذة من:

Eddie Shleyner, “19 Social Media Metrics That Really Matter—And How to Track Them,” HootSUite, 3-11-2020, Retrieved from: https://blog.hootsuite.com/social-media-metrics/#Engagement_metrics

[10] يمكن الاطّلاع على المقالات من خلال الرابط التالي: http://www.al-adab.com/desc-author/52215-%D8%B4%D9%88%D9%82%D9%8A-%D8%B9%D8%B7%D9%8A%D9%87

[11] لا يُقصد بالتضخيم هنا المبالغة، بل تعزيز الحجم. فمضخِّم الصوت (Amplifier) هو الجهاز الذي يعزِّز من حجم الصوت وارتفاعه، مع الحفاظ على نقائه. أمّا في التواصل، فيشير المفهومُ إلى تعزيز انتشار المحتوى من خلال إيصاله إلى أكبر عددٍ ممكن؛ وهو يحصل في العادة من خلال إعادة المشاركة (share, re-tweet, re-post) أو غيرها.

[12] برز مفهوم جديد للمؤثِّرين (influencers) مع زيادة شهرة مواقع التواصل المرئيّ، أيْ تلك التي تعتمد على الصورة والفيديو مثل انستغرام وتيكتوك ويوتيوب وفايسبوك. وهؤلاء يصِلون إلى الشهرة بسبب إطلالتهم المرئيّة وأشكالِهم ولباسِهم وتصرّفاتِهم، التي عادةً ما تكون مثيرةً للجدل. ومن أوّل من "اشتُهر لأنّه مشهور" (Famous for being famous): باريس هيلتون وكيم كارداشيان. هؤلاء المؤثِّرون تشارَكُ صورُهم أو أفعالُهم أكثرَ من أقوالهم أو أفكارهم.

شوقي عطيه

منسّق مختبر الديموغرافيا في مركز أبحاث معهد العلوم الاجتماعيّة – الجامعة اللبنانيّة. أستاذ وباحث في المعهد. له عدد من المؤلفات والمنشورات، من بينها ستة كتب في الديموغرافيا والإعلام والسوسيولوجيا، أحدثها: ديموغرافيا المشرق.

كلمات مفتاحية