رصاصٌ يلعب النَّردَ
26-11-2018

 

على كرسيٍّ واحد
جسدُك يُسامرُ القمر
يسافران في بَخُور الوحدة.
بين النَّعشِ والسَّماء،
كنّا نبكي في أنفاسِ المُصادفة،
والرصاصُ يلعبُ النّردَ
بأيدي القَتَلة.

***

العَسفُ المُموَّهُ بالشرق
ليلٌ بأعراقٍ رطبة، والتاريخُ نشوةُ الكتابة.
الحبرُ يَكْنز البارودَ،
والسُّلالاتُ تنفجر بصخبٍ
في فصولِ الكُتب.

***

أعرفُ أنّ يديْكَ كانتا معطفيْن للغرباء
ولم تحصدا إلّا غبارَ الدُّروبِ المسافرة.
أعرفُ أنّ قلبَكَ كان يفيض ظلالًا
إذا نبض،
وأنّ النارَ حولك مسرحٌ معلّق
على خشبةِ المسرح.

كان الشعرُ بيدي؛
أحاول اللّحاقَ بطرائدَ 
تنامُ على أكتافِ قاتليها

إذ أُلقي..

هناك بقيتُ وحدي
وكانت المعاطفُ الجمهورَ الأخير.

***

للحقول أجسادُ القشّ،
وللقطيعِ أجراسٌ عارية.
في السماء طوفانُ الطيور
يتموّج في منفى الغناء
بين كتفيْكَ وبينها.
يسري اللّيلُ إلى أسرّة العشّاق؛
أحياءٌ وموتى
ينسابون في طقوس الحزن.
الحزنُ عبّارةٌ،
والليلُ مرساتُها الرّاسخة.

***

كان لي موعدٌ مع اللّيل
يومِئُ إليَّ،
فأختَرِقُ شقوقَ النوم.
أرى قبّعاتٍ يحرّكها القدر؛
قبعةً تخبّئ البحرَ،
وأخرى تكنز "الأسماءَ كلّها."

 كان جسدي سفينةً تائهة،
والوقتُ مسرحًا صامتًا.
اصطدمتُ بجدران البيوت ــ ــ
وللبيوت أنفاسٌ خفيّةٌ
تفيض بصورٍ تملأ الجدران؛
الحشودُ فيها
غافيةٌ إلى الأبد
ومُبتسمةٌ إلى الأبد.
سَمعتُ صوتك هناك :
"جدرانُ منازلِنا عيونٌ
تترجمُ صراخَنا الأخرس".

دمشق

رهام راجح محمود

كاتبة من حمص. طالبة ماجستير في الدراسات النقديّة والبلاغيّة من جامعة دمشق.