قصص سريعة
16-01-2017

 

صفعة

في نوبةِ هذيان، أخذتُ أجلد الورقة بقلمي، وهي تتضرّع وتتوسّل. لكنّني لم أتوقّف إلّا عندما صفعتني كلمةٌ انزلقتْ من اللاوعي.

 

إرهاب

مرّت بالمقهى، فساد الصمت. ابتعدتْ، فامتلأتْ جماجمُ الجالسين برائحة عطرها، ثمّ انفجرتْ.

 

مجاهد!

قبل عشرة أعوام حملتُه بين يدَيّ. هدهدْتُه. وكلّما حاولتُ تقبيله اعترضني بيده الصغيرة ضاحكًا. اليوم اعترضني في الطريق. لم تكن يده الصغيرة، بل بندقيّة بطوله.

 

قنبلة موقوتة

تنظر في المرآة. جسدُها كتلةٌ متورّمة. أقرَّ الطبيب بأنّه لا يعرف ماهيّة الورم، ومن ثمّ لا يستطيع فعلَ شيء. رأسُها المثقل انحشرَ في قمّة جسدها كسدّادة فَلّين. يومًا ما سينفجر هذا الجسد، وسيطير رأسُها بعيدًا عنه. عندما يدفنون رأسها متسائلين أين الجسد، وحدها ستعرف أين هو، ووحدها سترى حشود أشلائه بين المشيّعين.

 

طفولة

يستوقف شرطيُّ المرور الحافلةَ. في لامبالاةٍ تشيح بوجهها جانبًا، وتنظر من خلال النافذة. ترى طفلةً تفتّش في أكياس القمامة المنثورة في الشارع، تبحث عن شيء. تجدُه. تقضمه وتلتهمه في عجل.

 

وهم

ذاتَ صباح باغتتني رائحةُ عطرِكَ كصاعقة، فتركتْني كومةً مشتعلةً، ما لبثتْ أن تحوّلتْ إلى رمادٍ، بعثرتْه الرياح.

 

أمسية

صوتُ المطر، ذاكرةُ يديْك، صدى صوتك، منديل معطّر، وبعض الدموع: تلك أمسيتي.

 

شهيد

في العشرين من عمره. يحلم بوظيفة وراتب يدّخر منه ليتزوّج. اليوم أصبح له راتبٌ... وصورٌ معلّقةٌ على الكثير من الجدران!

 

مثقّف

تناديه، فلا يجيبها. تعيد النداءَ، ولا صدى. تترك ما في يدها وتبحث عنه في أرجاء الشقّة. تجده أمام المرآة، يحصي الفوارقَ بين الوجوه المتناثرة فيها!

 

خطيئة

القلم يغازل الورقة. يدنو منها، يلاطفها. تستسلم له. لكنّ القصيدةَ الخطيئةَ ذنبي أنا وحدي.

 

عثرة

جميلة... رقيقة... تتقدّم بخطى ثابتة... تصطدم بالهواء. تتحسّس جبهتها وتتلفّت حولها تبحث عن الشيء الذي اصطدمتْ به. لا تجده! تنحرف يمينًا ويسارًا. تواصل طريقها. تمرُّ خلال الجدار. تتابع السير، وعيناها على الجدار، محاولةً تفسيرَ كيفيّة مرورها من خلاله. تصطدم بالهواء ثانيةً، وتقع على الأرض فاقدةً الوعي.

 

مزار

في طريقها إلى العمل كلَّ صباح تمرّ به. تتفقّده. ما زال هناك، مثقلًا بذكريات مَن جلسوا عليه.

 

زهد

بحث عنها في جميع النساء اللواتي قابلهنّ. وعندما وجدها، كان قد زهد فيها.

 

تمرّد

 تضع فنجان القهوة جانبًا وتهمّ بالاتّصال بشخص. تتمرّد سبّابتُها وتضغط على قائمة الخيارات: حذف الاسم!

اليمن

وثيقة القباطي

كاتبة وباحثة في مركز الدراسات والبحوث اليمنيّ، دائرة الترجمة وشؤون الأجانب. حائزة ماجستير في الأدب الإنجليزيّ.