لو هناك حياة أخرى
18-03-2016

 

للشاعرة التايوانيّة سان ماو

ترجمتها عن الصينيّة: مي عاشور 

لو كانت هناك حياةٌ أخرى، لوددتُ أن أكون شجرة

أقف إلى الأبد، بهيئةٍ غيرِ حزينةٍ ولا مبتهجة

نصفي ساكنٌ  في التربة،

سان ماو (1943-1991):

رحّالة، وإحدى أهمّ الكاتبات التايوانيّات المعاصرات. وُلدتْ في مدينة تشونغ تشينغ الصينيّة، وعاشت في تايوان. انتقلتْ إلى إسبانيا للدراسة عام 1967. سنة 1973، استقرّت مع زوجها الإسبانيّ في الصحراء الغربيّة في أفريقيا (خضعتْ للاحتلال الإسبانيّ بين العامين 1884-1976). من نتاجاتها: قصص الصحراء (1976)، العمل رقم 15 لسان ماو (ألبوم غنائيّ من كتابتها، 1985)، طيور الجنّة (1991).

والآخرُ يتطايرُ في الرياح.

نصفي  ينثر ظلًّا رطبًا،

والآخر يستحمُّ في ضوءِ شمس.

غايةٌ في السكون، غايةٌ في الفخر.

لا أتّكئ على أحدٍ أبدًا،

 ولا أسعى وراء شيءٍ قَط.

 

لو كانت هناك حياةٌ أخرى، لوددتُ أن أتحوّلَ إلى رياح

أستطيع في لحظةٍ أيضًا أن أصير سرمديّة.

لا أملك  أحاسيسَ مرهفةً، ولا عينين ممتلئين بالمشاعر

نصفي ينسابُ  في المطر،

والآخرُ يرتحل في رونق الربيع.

وحيدةً، أسافرُ إلى بعيد

حاملةً كلَّ الأشواق الباهتة.

لا أشتاق أبدًا،

لا أعشق مُطلقًا.

 

لو كنت هناك حياةٌ أخرى، لوددتُ أن أكون طيرًا

أجتاز الخلودَ محلِّقًا، غيرَ قلقٍ من أن أضلّ الطريق.

أملك آمالًا متوهّجةً في الشرق،

وعشًّا دافئًا في الجنوب،

أُلاحقُ مغيبَ الشمس غربًا،

وأُثيرُ أريجًا صوبَ الشمال.

 

لو كانت هناك حياةٌ أخرى

لتمنّيتُ أنْ تصير كلُّ مرّةٍ نلتقي فيها أبديّةً.

 

 

 

 

 

 

 

 

مي عاشور
مترجمة وكاتبة متخصّصة في الشؤون الصينيّة. ترجمت العديد من القصص القصيرة، والنصوص النثريّة المعاصرة والكلاسيكيّة. لها العديد من المقالات المتنوّعة عن الثقافة الصينيّة، ونشرت مجموعة مقالات عن الترجمة وغيرها. صدر لها أوّل كتاب مترجم عن الصينيّة تحت عنوان كيف تجعل أبناءك يحبّون الدراسة؟