متى يتّبعُني الغاوون
26-09-2018

 

(1)

لا أشكو من الخفّةِ

لكي تُثقلَ كاهلي

بما لا أُحِبُّ وأرضى.

يومَ أقرّرُ أن أطيرَ من حياتِكَ،

سأفعلُها

ولو ثقّلتَهُ بالماسِ والذهَب!

 

(2)

طردوني اليوم من المقهى الذي أرتادهُ منذُ سنوات.

صوتُ فرقعةِ أصابعي،

وأنتِ تمرّينَ من أمام طاولتي،

أصابَ كلَّ زبائنه بالطَّرش.

 

(3)

متى يتّبعُني الغاوون؟

فلأجْلِهم،

توقّفتُ عن أكل الموزِ في الطريق

ورميِ قشورِه وراءَ ظهري.

 

(4)

مُذ توقّفتِ عن قراءتي،

وقصائدي تعيشُ على السيروم.

 

(5)

من دونِك،

حياتي لوحةٌ كاريكاتوريّةٌ ناقصة،

لا يقوى حائطٌ على حَملِها

مهما كانَ مُدعَّمًا

بالحديدِ والإسمنتِ المُسلّح.

 

(6)

لستُ من هواةِ المُجازفة وركوبِ الخطر،

ولكنّي لا أتحرّكُ خطوةً واحدة

إلّا ومظلّتي على ظهري؛

حتّى إذا ما وقعتُ في الحبّ،

فتحتُها فورًا.

 

(7)

لم أقبرِ الفقرَ

إلّا بعدَ أن كتبتُ الشِّعْر.

غير أنّني لم أعد أتذكّرُ

في أيّ قصيدةٍ دفنتُ جُثّتَه.

 

سوريا

نجد القصير

شاعر من السلميّة، سوريا. نشر في العديد من الصحف العربيّة، وفي مجموعات شعريّة مشتركة.