ما تُمليه عليَّ عيناكِ
02-08-2019

 

(1)

لم آخذِ الحياةَ يومًا على مَحملِ الجِدّ،

فلم أفْلحْ لا في عملٍ ولا في دراسة.

وها إنّي اليومَ بمَعيّتكِ

قد أصبحتُ شاعرًا:

أكتبُ فقط

ما تُمليه عليَّ عيناكِ،

وأُكابرُ أمامكِ

على الجوعِ

والبردِ

والظمأ.

 

(2)

خلافًا لكلّ الشّعراء،

لم أكتب الشِّعرَ منذُ نعومةِ أظفاري؛

إذ لطالما كنتُ حينها

مشغولًا بكتابةِ وظائفي ووظائفِ حبيبتي
وفكِّ أسْرِ الأزهار -

التي كنتُ أرميها إلى شُرفتها -

من أيادي جيرانِها.

 

(3)

ليسَ قلبي

إذا ما تسلّلَ المللُ إليه

ومالَ إلى غيرِك.

أنا مَن راهنَ على حُبّك

حتّى في سدِّ ثُقبِ الأوزون،

وإعادةِ الطّمأنينة

إلى قلوب سكّان هذا الكوكب.

 

(4)

بعدما وضعتْ إصبعَها في فناجينِ عُشّاقها،

وجدتْ نفسها وحيدةً

في مواجهةِ رتلٍ طويلٍ جدًّا من النّمل.

 سوريا

نجد القصير

شاعر من السلميّة، سوريا. نشر في العديد من الصحف العربيّة، وفي مجموعات شعريّة مشتركة.