إنّني مُستهدف
20-08-2018

 

(1)

لا أُنكرُ

أنّني كدتُ أن أغرقَ في حُبّك.

إلا أنّ امرأةً أُخرى

أنقذتني في اللحظات الأخيرة،

وكابدت مشقّةَ عصرِ قلبي وتجفيفِه

بيَديها الناعمتين.

لا أُنكرُ

أنّكِ ألهمتني من القصائد

ما يكفي لديوانين.

ولكنْ ماذا عسايَ أن أفعل،

والتّلويحُ باليَد

من طبعِ الغريق؟

 

(2)

إنّني مُستهدفٌ؛

وحيثُ أقف تسقطُ قذيفةُ هاون أو صاروخ.

لا أعرفُ من نثرَ حولي

هذه الشائعة،

حتّى ابتعدَ عنّي كلُّ الذينَ أعرفهم،

ولم يعد أحدٌ منهم يقفُ إلى جانبي،

ولو كنتُ في أمسِّ الحاجةِ إليه.

 

(3)

للفناجين آذانٌ أيضًا

وقد تُصغي إلينا

أكثرَ من غيرها

في لحظاتِ الوحدةِ

والضَّعف

والانكسار.

على الأقلّ

إن لم تفعل،

فبإمكاننا أن نُحطّمها

من دون أدنى شعورٍ بتأنيبِ الضّميرٍ.

 

(4)

مُنذ زمنٍ بعيد

لم آكلْ طعامًا في مطعم

أو أشربْ قدحًا في بار،

وكانَ دخلي في تراجعٍ دائم.

بينما لم تكتفِ الأسعارُ بالتّحليق فقط،

بل راحت إلى ما هو أبعدُ من ذلك،

وصارت تقصفُني في كلّ طلعةٍ من طلعاتها،

وأنا عاجزٌ تمامًا عن فعل أي شيء...

سوى التّلويح لها بجواربي المُمزّقة

وقميصيَ الداخليّ.

سوريا

 

نجد القصير

شاعر من السلميّة، سوريا. نشر في العديد من الصحف العربيّة، وفي مجموعات شعريّة مشتركة.