مقابلة مع تيري إيغلتون*
04-11-2015

أجرى الحوار جون شاد

ترجمة: يزن الحاج

 

مضى خمسون عامًا منذ أن أصبح تيري إيغلتون، الذي كان في الحادية والعشرين فحسب، أصغرَ باحثٍ مساعدٍ في جيزيس كوليدج، في كيمبردج، منذ القرن الثامن عشر، ليُباشرَ حياةً مهنيّةً جعلتْه، منذ ثمانينيّات القرن العشرين، أحدَ أشهر النّقاد الأدبيّين والمثقّفين العموميّين اليساريّين في العالم. ونظرًا إلى سمعته السياسيّة، فلربّما كان مفاجئًا أن يتابعَ مسيرتَه ليصبحَ أستاذَ كرسيّ "توماس وارتن للأدب الإنكليزيّ" في جامعة أوكسفورد، مع أنّ هذا مُفاجئٌ بقَدْرٍ أقل، ربّما، من الوصف المنسوب إلى الأمير تشارلز: "تيري إيغلتون، ذلك البغيض."

عندما التقينا في جامعة لانكاستر، حيث يتولّى اليومَ منصبَ "أستاذ شرف،" كي نتحدّثَ عن سنواته الخمسين تلك ــــ التي اقترحَ أن يكونَ في إمكاننا أن نسمّيها "السنوات الكارثيّة" ــــ بدأتُ بسؤاله، كما لو أنّني أُعيد التدقيقَ في أوراق اعتماده الأدبيّة، عن روائيِّه المفضّل وشاعرِه المفضّل. "بروست ووالاس ستيفنز،" يُجيب. والموسيقا؟ "كونشيرتو كلارينيت، بسلَّم لا ماجور، لموتسارت،" يردّ، "ونزهة تيدي بير [لجون والتر براتن]، من دون أن يكونا على هذا الترتيب بالضرورة."

قد يبدو بروست وموتسارت وأوكسفورد، على ما أقول، على مسافةٍ بعيدةٍ عن طفولته في سالفورد. يوافق إيغلتون على ذلك، مستذكرًا أنّ الناس "اعتادوا أن يقولوا عن النهر في سالفورد إنّ السّمك المُعلَّبَ نفسَه يعجز عن النجاة فيه." وسرعانَ ما يَستذكر والدَه، الذي كان اشتراكيًّا هو الآخر: "إنّه رجلٌ شديدُ الذكاء، عميقُ الذكاء. أشكّ في أنّه قرأ كتابًا واحدًا في حياته."

من مواليد 1943. ناقد ومنظّر أدبيّ بريطانيّ. أحد أبرز النقّاد الماركسيّين في العالم. يعمل حاليًا أستاذ شرف للأدب الإنكليزيّ في جامعة لانكاستر البريطانيّة. أصدر أكثر من أربعين كتابًا في النّقد الأدبيّ والثقافيّ، أهمّها كتابه المرجعيّ النظريّة الأدبيّة (1983، 2008)، أوهام مابعد الحداثة (1996)، لمَ كان ماركس على حقّ (2011)، الثقافة وموت الله (2014).

لا يَذكر إيغلتون من أين واتته الفكرةُ الغريبةُ لكي يقرأ الكتب، ولكنّه يتذكّر أنّه "حين كان في الثامنة تقريبًا، سيطرتْ عليّ فكرةُ وجوب قراءة الأعمال الكلاسيكيّة. لم أكن أعلم ما هي الكتبُ الكلاسيكيّة، أو ما إذا كانت ثلاثةً أو ثلاثَمئةٍ. ولهذا فقد جرجرْتُ أمّي المسكينةَ إلى مكتبةٍ للكتب المستعملة وسط مانشستر. هناك، كان ثمّة صفٌّ من روايات تشارلز ديكنز. سألتُ الرجلَ [المسؤولَ عن المكتبة]: "أهذه هي الكتبُ الكلاسيكيّة؟" فردَّ: "حسنًا، نعم، إنّها قسمٌ [فحسب] من الكتب الكلاسيكيّة." لذا أخرجتْ أمّي خمسة شلنات، ودفعتْ ما تبقّى في قسطيْن من شلنيْن وستّة شلنات. ثمّ شرعتُ في قراءة عددٍ كبيرٍ منها، بعنادٍ ومن دون فهم."

لم يكن إيغلتون قد ذكر، بعدُ، كاثوليكيّةَ والديْه الإيرلنديّة، ولكنّها لم تكن أمرًا خلّفَهُ وراءه حين غادر سالفورد. يقول: "حين وصلتُ إلى كيمبردج، انتسبتُ إلى حركةٍ هناك اسمُها اليسارُ الكاثوليكيّ. كنتُ محظوطًا، كما ترى، في أن أعثرَ على نسخةٍ راديكاليّةٍ من المسيحيّة، وهو أمرٌ ذو مغزًى بحسب معايير ذلك الزمن." سألتُه عن "الشعور" الفعليّ إزاء أن يكون المرءُ كاثوليكيًّا في كيمبردج في ستينيّات القرن العشرين، أيْ في قلب الحدث على ما يبدو؛ أمْ أنّ كاثوليكيّته المبكّرة، كما يُوحي في كتابه، واجب النّاقد، كانت في الأساس موضوعيّةً أو طقسيّةً؟

لا يُجيب إيغلتون عن هذا السؤال تمامًا، إنْ لم يكن لشيءٍ فلحماسِه للتشديد على أنّه وَجد كليّة كيمبردج للغة الإنكليزيّة "مذهلةً في الإثارة." وهنا يُعدّد لائحةً من الأسماء التي لا تقتصر على مُرْشده، الاشتراكيّ الويلزيّ ريْموند وليامز، بل تشملُ أيضًا مَن شاطرهم قدرًا أقلَّ من الآراء السياسيّة: ف. ر. ليڤيس، ل. س. نايتس، جورج شتاينر، دينس دونوغي. "كانت للأدب أهميّةٌ هناك،" يقول متحمّسًا، "وإنْ كان ثمّة مَن عنى لهم الأدبُ أكثرَ ممّا ينبغي."

أكان ذلك الوضعُ، إذن، مختلفًا عن أوكسفورد، التي انتقل إليها سنةَ 1969؟ يومئ إيغلتون برأسه علامة الإيجاب، ثم يعترف: "لقد انتقلتُ من معقلٍ إلى آخر ــــ وقد كان في حالة أوكسفورد معقلًا للنزوات القرْوَسطيّة اليمينيّة. أحيانًا، وأعني حرْفيًّا ما أقول، كنتُ أرى أعضاءً من كادر الكلّيّة يَعْبرون الشارعَ ليتفادوْا لقائي، فاعتقدتُ آنذاك أنّ السببَ يعود إلى كوني شيوعيًّا؛ ولكنّني اليوم أظنّ أنّ السبب يعود إلى أنّني وافدٌ من كيمبردج."

يشرح إيغلتون أنّه يؤْثر، في هذه الأيّام، صفةَ "شيوعيّ" على "ماركسيّ": "مصطلح ‘ماركسيّ’ صحيح، ولكنْ ‘شيوعيّ’ أكثرُ عمليّةً." هممتُ بسؤاله عن هذا الأمر، ولكنّه كان قد انتقل إلى وصف الأيّام المميّزة للجامعات المُرَدْكَلة (المجذّرة) في سبعينيّات القرن العشرين، وكان حديثُه من الجودة بحيث تعذَّرَتْ مقاطعتُه. يتذكّر:

"دُعيتُ مرّةً إلى التحدّث في جامعةٍ دنماركيّةٍ كانت من الراديكاليّة بحيث بدت جامعةُ إسكس، بالمقارنة، أشبهَ بحزبِ الشاي [الأميركيّ المحافظ]. رحّب به شابّان جامعيّان خجولان، كان أحدُهما يَحمل مسجّلةً صغيرةً. قالا ‘إنّ طلّابنا يؤْمنون بأنّ إلقاءَ المحاضرات شكلٌ من أشكال العنف، لذا لا يمكنكَ إلقاءُ المحاضرات هنا. أفتمانعُ في التحدّث عبر هذه [المسجّلة]؟’ وهكذا ألقيتُ المحاضرةَ كاملةً عبر المسجّلة تلك. ثمّ أومآ إليّ [مودِّعيْن]، وأخذا المسجّلة، وانتهى الأمر."

تلك أيّامٌ ظنّ فيها كثيرون، وإيغلتون مِن ضمنهم، أنّ النّقد الأدبيّ كان يمتلك إمكانيّة تأديةِ دورٍ ثوريٍّ في المجال السياسيّ. أمّا اليوم فهذا الأمرُ يَصعب تصوُّرُه؛ وقد ذكرتُ ذلك لإيغلتون، الذي بدا وكأنّه يشاطرُني هذا الذّهولَ الاستعاديّ ـــ وهو ما فاجأني. لربما أنا في خطر اقتراف الخطإ الكيمبردجيّ [عن هيمنة السّياسة على الحياة الأكاديميّة]. ثمّ إنّ سنواتٍ كثيرةً مرّت مُذْ كان إيغلتون، باعترافه، "مثقّفًا صارمَ الملامح، ساميَ الأفكار، جدّيًّا." وهو يشرح أنّ النسويّة هي التي أعانَتْهُ، قرابة العام 1980، على الخروج من تلك المرحلة، حتى بات عملُه موسومًا منذ ذلك الحين بكلّ أنواع القيم "المُبتذلة،" كالتفاهة والتهكّم والكوميديا.

أسألُه عن هذه الأخيرة، أي الكوميديا، مقتبسًا سطرًا من روايته، قدّيسون وباحثون (1987): "لن تنجحَ ثورتُكَ لأنّكَ لم تتعلّمْ بعدُ كيف تكون عابثًا." ما شأنُ الكوميديا؟ ولِمَ هي على هذه الأهميّة الكبيرة؟ يجيب: "إنّها كذلك لأنّها قد تكون شكلًا من أشكال الصداقة أو التضامن. إنّ إحدى صعوبات أن تكون راديكاليًّا هي أن تكون دومًا ضدّ الأشياء أو خارجها. والراديكاليّون يريدون الخروجَ من عزلتهم، شأنَ الآخرين." العزلة، بحسب إيغلتون كما يبدو، هي جزءٌ من الحياة الراديكاليّة. وهو الآن يستدعي برتولت بريخت ويقتبس كلامَه: "نحن الذين أردنا تهيئةَ الأرض للمودّة، عجزْنا عن أن نكون ودودين."

يشير إيغلتون إلى أنّه كتب يومًا مسرحيّةً عن بريخت لمهرجان إدنبرة فْرِنْج، "فلم ترَ ضوءَ النهار الشّحيحَ مجدّدًا." ويضيف أنّه لو لم يكن أكاديميًّا فإنّه شبهُ واثقٍ بأنّه  سيكون ممثّلًا. وللمفارقة ربّما ينتقل إيغلتون إلى الحديث عن اقتناعه بأنّ كلًّا منّا مدفوعٌ بـ "ضرورةٍ داخليّة، بقانون كينونتنا الثّابت." أيمكنه إعطاءُ مثالٍ على قوله؟ "الكتابة،" يجيب. "عليّ أن أكتب. في الواقع، لا يُهمّ أحيانًا ما أكتب. ولكنّني أشعر بثقةٍ وسيطرةٍ تامّتَيْن حين أكتب، وهذا ما لا أحسّه في الحياة العاديّة."

جون شاد: أستاذ الإنكليزيّة والكتابة الإبداعيّة في جامعة لانكاستر.

لا يبدو إيغلتون مُفتقرًا حقًّا إلى الثّقة حين يتحدّث. وتلك نقطةٌ كنتُ على وشك طرحها عليه، ولكنّه سبقني إلى الغوص في مياهٍ أعمق، في العزلة على ما يبدو: "الضرورة الداخليّة؛ يبدو الأمرُ ضربًا من التراجيديا حين يواجه المرءُ ما يَعجز عن التملّص منه. إنّ جزءًا من جَلال أوديب هو أنّه لا، ولم، ولن، يتملّص من هَوْل الواقع." إيغلتون جادٌّ الآن، بل هو شديدُ الجدّيّة، ويصل إلى قول جيمس جويْس الشهير: "التاريخ كابوسٌ أحاولُ الاستيقاظَ منه." وبلحظةٍ واحدة، يعود إيغلتون فجأةً من العزلة بقوله: "كان وودي ألِنْ هو مَنْ قال إنّ التاريخ ‘كابوسٌ أحاول من خلاله الحصولَ على قَسْطٍ من النوم’." بوم! إنّ إيغلتون لَيرى، على ما يَظهر، أنّ التراجيديا والكوميديا متلازمتان. ولكنّني الآن أودُّ معرفة المزيد عن التراجيديا، عن يوميّتها [عاديّتِها]، ولذا أذكّرُ إيغلتون بادّعائه أنّ "كلّ كلمةٍ كتبتُها كانت باسم أبي وأمثالِه." كنتُ آمَلُ أن يعقّب بشيءٍ عن أبيه، ولكنّه شدّد بدلًا من ذلك على أنّ النساء تاريخيًّا كنّ ربّما "هنّ مَن أدركن، وبشدّةٍ، طابعَ التراجيديا اليوميّ، تفاهةَ التراجيديا."

على أنّه ينبغي عدمُ الخَلط بين هذه التفاهة وبين الابتذال أو الدنيويّة ــــ إذ إنّ الحديث عن التراجيديا يَدفع إيغلتون بسرعةٍ إلى الحديث عن الصَّلْب، الذي يبدو له صورةً ملائمةً تمامًا عن التراجيديا بسبب صلته [أي الصلب] بـ "إمكانيّة قيام حياةٍ جديدة،" وهي إمكانيّةٌ تمتلك، كما يُضيف، "اسمًا سياسيًّا هو الثورة."

لقد حلّت فترةٌ، في ثمانينيّات القرن العشرين أساسًا، حين كانت الكاثوليكيّة موجودةً بصعوبة في كتابةِ إيغلتون. لكنّها باتت، منذ فترةٍ من الزمن، شديدةَ الوضوح في هذه الكتابة. غير أنّ المسيحيّة، حتى الآن، تَظهر في المقام الأوّل وكأنّها تعبيرٌ عن ماركسيّةِ إيغلتون، أو شيوعيّته، حيث الصَّلبُ وسيلةٌ لنبشِ ما يبدو أنّ إيغلتون يعتبره رؤيا تراجيديّةً دُفنتْ ضمن الشيوعيّة. ومع ذلك، فإنّ ما أسمعُه الآن، وهو يتحدّث، لا يبدو "شيوعيّة عبْر المسيحيّة،" بقدر ما يبدو "شيوعيّة ومسيحيّة" [معًا]: فعلًا مزدوجًا بحقّ.

هل عاد إيغلتون، إذًا، إلى حيث كان منذ خمسين عامًا، حين كان غالبًا ما يصفُ نفسَه بأنّه مسيحيً؟ شعرتُ بإغواءِ طرحِ هذا السؤال الغبيّ، المتزمّتِ نوعًا ما، ولكنّني أحجمتُ. ومع ذلك، فقد استجمعتُ كلّ الغباء لطرح سؤال "الآخرة،" سؤالِ السماء. ولمّا كان يُبدي اهتمامًا شديدًا بالصَّلب، فقد سألتُه عمّا ينبغي أن نستخلصَه من التوصيف الإنجيليّ. ما هو مغزى القيامة، إنْ وُجِد، وهل يَشمل آخرةً بأيّ معنًى من المعاني؟ "لا،" يردّ، "الآخرة ليست اعتقادًا يهوديًّا ـــ مسيحيًا. وكما قال فتغنشتاين في مكانٍ ما، ‘ما أغربَ أن يؤمنَ الناسُ بأنّ الأبديّة تبدأ حين يموتون’. إنّ الإيمان المسيحيّ يكون بأبديّةٍ هنا والآن." أسأله: "ولكنْ هل الأبديّة محصورةٌ بهنا والآن؟" فيُجيب أنّ "الأبديّة لا تعني استمرارَ العيش [إلى ما لا نهاية] ــــ وإلّا فذلك سيكون هو الجحيم!"

يغريني مجدّدًا طرحُ سؤالي عن الأبديّة، ولكنّ الوقت بدأ ينفد، عدا عن أنّنا ــــ أنا وهو ــــ نعملُ في جامعةٍ، لا في كنيسة. أيكون سؤالي الأخير"ما هي الجامعة"؟ لِمَنْ يكون ولائي كناقدٍ، كأكاديميّ؟ أللحقيقةِ والمعرفةِ والبحث، أمْ لمديري المباشر ولنظامِ الجودة البحثيّة ولدافع الضّرائب، أمْ للطالب، أمْ لمنْ يَدفعُ لي أيًّا يكن؟ أللهِ أمْ لقيصر، لو شئتم؟

ولذا أسأله: مَنْ يُحدّدُ اللّحن؟ "التاريخ،" يردّ، مُعتذرًا عن الحرف الاستهلاليّ الكبير "H". "التاريخ هو الذي يهيّئ المهامّ  للنقّاد." ولكنْ ماذا لو كان التاريخُ ضدَّنا، أو بالأحرى ضدّ الحقيقة، ضدّ الفكر، ضدّ الأصيل؟ يغريني طرحُ هذا السؤال، ولكنْ لا داعي لذلك لأنّ إيغلتون كان قد انطلق في الحديث عن الآتي: "ما سأقولُه عن الجامعة اليوم هو أنّنا نعيش لحظةً تاريخيّةً حتمًا ــــ وهي تحديدًا النهايةَ الفعليّةَ للجامعات كمراكز للنّقد الإنسانيّ، والاستسلامُ شبهُ الكلّيّ لقيم الرأسماليّة الجديدة، أيْ للقيم الماديّة [المعادية للثقافة] والهمجيّةِ أحيانًا."

إنّ الأمر ليبدو أشبهَ بتراجيديا، إنْ نحن حدّقنا فعلًا في الهاوية. فإذا كان الأمرُ كذلك، أفثمة إمكانيّةٌ لحياةٍ جديدة؟ أبقي أملٌ للجامعة؟ يبتسم إيغلتون ويقتبس كافكا: "‘نعم، ثمّة أملٌ لانهائيٌّ، ولكنْ ليس لنا’." وبهذه الكلمات كان لا بدّ من أن نختمَ حوارَنا، إذ لم يعد ثمّة وقت؛ رغم أنّه قد يكون ثمّة أملٌ، في مكانٍ ما ربّما، مكانٍ آخر.

 

* نُشرت المقابلة في دوريّة تايمز  هاير  إديوكيشن، 8 كانون الثاني (يناير) 2015.

 

يزن الحاج

كاتب ومترجم سوريّ. أصدرَ مجموعةً قصصيّة، وترجم عددًا من الكتب عن الإنكليزيّة. يكتب في جريدة الأخبار اللبنانية.

له: شبابيك (قصص، 2011).