مقالات

  على امتداد الخارطة الجغرافيّة لفيدراليّة روج ــــــ آفا (شمالي سوريا) تتنوّع تركيبةُ الشعب السوريّ، بين عرب وكرد وسريان وتركمان وأشوريين وأرمن وغير ذلك. ولعلّ هذا التنوّع يجعل من إمكانيّة توليفها في نظامٍ سياسيّ، يثق الجميعُ في أنّه الشكلُ الأنسبُ...
  تطرح أغلبيّةُ القوى السياسيّة الكرديّة "الفيديراليّة" شكلًا للنظام السياسيّ القادم، مؤكّدةً أنّها فيديراليّة "عرقيّة" لا جغرافيّة. وهذا يعني أنّها هدفٌ سياسيّ لصالح قوميّةٍ محدّدة، وليست مطروحة من أجل بناء اتّحادٍ من الأقاليم الذي ستتشكّل الدولةُ...
  كانت بُنية الفكر المؤسِّس لمفهوم الدولة في سوريا، بعد استلام حزب البعث السلطةَ في بدايات الستينيّات، قائمةً على النفاق الممنهَج وسيلةً غيرَ قابلةٍ للمساءلة في ما بعد، وذلك بعد اقتصار الحزب على الجانب الشعاراتيّ من عقيدته. وقد تجسّدت هذه الفكرة...
  لاقت خطوةُ إعلان الفيدراليّة من قِبل حزب الاتّحاد الديمقراطيّ PYD (الوجه السوريّ لحزب العمّال الكردستانيّ) رفضًا واسعًا في سورية، على مستوى الناس والنظام والمعارضة معًا. وإذا كانت الفيدراليّة نظامَ حكمٍ متّبعًا في كثير من دول العالم، فإنّ ما أُعلن...
  جهد النُّحاةُ الأوائلُ في تنخيل المُدوّنة اللغويّة الأولى من أجل فرز الحالات الشاذّة عن القاعدة. وأزعُمُ أنّه لم يَدُر في خلدهم أنّ المتن العربيَّ سيجتاحُه اللحْنُ فيُعجَم، مذ خُطّ على رقعة سايكس ــــ بيكو، وسادَ فينا الشاذُّ عوضَ القاعدة. مذّاكَ...
  هل يصلح الشعرُ للحديث عن القضايا الكبرى والمصيريّة في حياة الشعوب؟ قد يمنحني هذا السؤالُ الإشكاليّ القدرةَ على الخوض في ما آلت إليه الأوضاعُ في سوريا، واستخدامَ مقولة محمود درويش، "هذا الهواءُ الرطبُ لي،" في الكلام على حالة الفوضى التي أنتجها...
  = آه... ليتني أتحرّر لغويًّا! * أنت؟! أنت، عاشق الضاد، تقول ذلك؟ = أجل، أيّها المستغرِب المزْمِن! * ومِن الحبّ ما قَتَل! = أحبّ هذه اللغة، لكنْ لا أريد للحبّ أن يكون قيدًا. * لكنّني لم أفهم ما قلتَه أوّلًا. = آتي لأكتب "الأحفاد" كالشائع في المكتوب...
يتمدّد علي تحت التراكتور ويداه الضخمتان تعملان داخل أحشاء الآلة. "عْطِيني المطرقة من حدِّك،" يصرخ. لا أجد المطرقة في كومة الحديد. "مش ملاقيينها؟ المطرقة كانت دايمًا حدّ المنجل!" جفلتُ، وأنا أقف في حقلٍ يبعد كيلومترات قليلة عن الحدود مع فلسطين، أكلّم...
  اختزلَت أفلامُ البورنو في القرن العشرين توتّراتٍ قيميّةً واجتماعيّةً في العالم الصناعيّ، فاندرجتْ في تطوّر مفاهيم الحرّيّة والمحافظة وإيديولوجيا الأنوثة والذكورة والقيم الرأسماليّة وغيرِها. أمّا في المجتمعات العربيّة المستهلِكة، فلا ينطوي البورنو...
  مع إطلاق غالبيّة المجتمع المدنيّ الفلسطينيّ وقواه الحيّة، صيفَ العام 2005، للنداء الأوّل لحركة المقاطعة (BDS)، وفيه يطالب المجتمعَ المدنيَّ الدوليَّ بـمقاطعة إسرائيل وسحبِ الاستثمارات منها (ومن الشركات التي تستفيد من نظامها الاضطهاديّ المركّب)...
  من هو الفلسطينيّ؟ سؤال الهويّة لدى الفلسطينيين وُلد  بولادة قضيّتهم الوطنيّة، وتأثّر بتحوّلاتها السياسيّة منذ بدايات القرن الماضي، ويستحيل تصوّرُ حاضر هذه الهويّة ومصيرِها في معزلٍ عن واقع القضيّة الوطنيّة ومستقبلها والحلولِ السياسيّة التي تُطرح...
تعيش أوروبا حاليًّا تناقضاتٍ عميقة تتخطّى كونها مجرّدَ تداعياتٍ لأزمة 2008 الاقتصاديّة، وتعكس أزمةً أكثرَ خطورة، وتشبه وحشَ هيدرا المتعدّد الرؤوس في الميثولوجيا اليونانيّة: إنّها أزمة مؤسّساتية، وهويّاتيّة، وديموغرافيّة، وجيوسياسيّة، إلى جانب كونها...
على الرغم من أنّني مقيمةٌ هذا العام في بيروت، فإنّني أكتبُ عن النضال من أجل فلسطين من وجهة نظر شخصٍ من كندا، وتحديدًا من مونتريال. لماذا ندعم من كندا"حركةَ مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها" (BDS)، على الرغم من إدانة حكومتنا...
  مع كلّ أزمةٍ سياسيّةٍ في الداخل العربيّ، أو مشروعِ هجرةٍ الى الخارج، يبادر العربُ إلى طرح السؤال عن هويّتهم وثقافتهم، وكأنّنا جماعةٌ لا جذورَ تاريخيّةً لها ـــ لا لغةً، ولا ثقافةً جامعة. ولعلّ أمّةً لم تَعرفْ، في العصر الحديث، أزمة ثقافيّة حادّة،...
  نشرتْ شابّة نرويجيّة في صفحة "قاطعوا إسرائيل/ الحرّيّة لفلسطين" على الفيسبوك بوستًا قالت فيه: "أنا مذهولة لأنّ متجري المفضّل، ميني، في ناحية تفيتا في أوسلو، حيث أسكنُ وأتبضّع، لديه كمّيّاتٌ كبيرةٌ من البضائع الإسرائيليّة. وكنتُ سعيدةً لأنّ كثيرين...