هبّة رجلٍ واحد
21-08-2016

 

من دون أيّة رحمةٍ
أو شفقة،
دفعَنا الطغاةُ 
من اليابسة إلى البحر.
وهناكَ، في عرضه،
وقعْنا في أيدي القراصنة.
وراحوا يفتّشوننا بنهمٍ
بحثًا عن المال والذّهب،
فلم يجدوا في جيوبنا
سوى دُحل الأطفال،
وتحتَ أظافرنا
ما ادّخرناهُ
من تراب الوطن.

               ***

لطالما أخبَرَتهُ
بأنّ نهديها صغيران،
وأنْ لا جَلَدَ لهما
على تحمّل خشونةِ أصابعِه،
وغلاظةِ الفقر في صوته.
إلّا أنّهُ كان دائمَ الإصرار
على ركوب السفينة
وإلقاء اللّوم عليها
إنْ هيَ بلّطت البحرَ
ولم يتمكّنا
من بلوغ جزيرة الكنز.

               *** 

لا تُفكّرْ بالطيران كثيرًا
وثبّتْ قدميْكَ جيّدًا على الأرض؛
فحتّى أكياسُ النّايلون ــــ
عندما تكون فارغة ــــ
بإمكانها أن تُحلّقَ عاليًا.

               *** 

مِن معركةٍ طاحنةٍ

نجا جُنديّان:

الأوّلُ فقدَ ذراعيْه،

والثاني ساقيه.

كلّما مسَّ بلادَهما سوءٌ

هبّا لنجدتها

هبّةَ رجلٍ واحد.

 سوريا

نجد القصير

شاعر من السلميّة، سوريا. نشر في العديد من الصحف العربيّة، وفي مجموعات شعريّة مشتركة.