الخروجُ بلا حلب
21-12-2016

 

 

              -١-

كنيسةٌ بعينينِ مقفلتينِ

خلفَكَ،

وبوّابةٌ مفتوحةٌ

لفمٍ تشظّى

يرتحلُ كلُّ شيءٍ من حلب

يتقسّم:

اللَّحمُ

الاختراقُ

الارتفاعُ

النَّفَس.

 

              -٢-

تفجيرٌ أخيرٌ

لقبّةِ الجرسِ

وفديةٌ ليوهانّيس

بعدها تنتهي مهمَةُ الربِّ

وتَفي بصدرِها يریڤان.

 

              -٣-

سيحمِلُ حائطًا إلى البحر.

لن ينتظرَ أن يُصبحَ

الملجأُ بريئًا

كما كان.

 

              -٤-

جفونُ حارسِنا

الذي مشى

مع الهزيعِ بنا

إلى مقدونيا

لم تعد تليقُ بوجهٍ

أو ببصرِ قُبّرة.

 

              -٥-

أنتَ لن ترى جسمَها

وهي تصلّي

لأنّها انفصلتْ عن الأفقِ

وصارت رأسًا.

 

              -٦-

سنطرحُ السماءَ أرضًا

ونتركُ عروقَنا

الأليفةَ

على شائكِ موجةٍ.

 

              -٧-

مِن أيّ كتفٍ

يؤكلُ العاشقُ

في وليمةِ المنتصرين؟

ولأيّةِ جهةٍ تنتمي السكّين؟

 

              -٨-

فوق كلّ الأنيابِ

كلُّنا،

وبين الزعفرانِ

بقايانا

فلتسترحِ البقايا.

 

              -٩-

الجلدُ الجديدُ

الذي أتت بهِ طفلةٌ

منذ ساعاتٍ

كان طريًّا.

حملتْه أمُّها

كقائمةٍ للأمل

لأشياءِ الزفاف

لحديثٍ لم يمُت بعد.

 

              -١٠-

جثّةً منتفخةً

بألفِ ماء

كان كلُّ هذا الوقت

في الوطن.

 

               -١١-

لكَ جسمُكَ الواحدُ الوحيد

على شاطئٍ ينتشي

فاعتنِ به

وبأظافركَ الباكية

حين حزّت القارب.

مونريال

رلى الجردي

دَرَستْ علمَ الإنسان في الجامعة الأميركيّة في بيروت، وأنهت دراسة الدكتوراة في التاريخ الإسلاميّ والأدب العربي المعاصر في جامعة يال في أمريكا سنة ١٩٩٨. تعمل أستاذةً للتاريخ الإسلاميّ في جامعة ماكغيل في مونتريال منذ سنة ٢٠٠٤. لها ديوانان: غلاف القلب (٢٠١٣)، وكليلى أو كالمدن الخمس (٢٠١٥). حصلتْ على عدّة منح علميّة وجوائز، منها جائزة "رتبة شرف لأفضل أطروحة دكتوراه" و"التفوق المبكّر في الإنجاز الثقافيّ." صدرت لها رواية الكثافة (دار نلسن)، وروايتا في علبة الضّوء ومئة رعشة (دار الآداب).